دليلة. ب
أدانت أول أمس، محكمة الجنايات الإستئنافيّة بعنابة خلال معالجتها وقائع ملفّ قضية اقدام أحد الأشخاص،على قتل طليق أمه بـ 10 سنوات سجنا نافذا بعد أن كانت قد سلطت في وقت سابق في حق المتهم عقوبة الإعدام.
الجاني كان قد وجّه طعنات خنجر للضحية،اخترقت قلبه وأردته قتيلا داخل مقهى يتواجد على مستوى حي “جبانة ليهود” واستمعت هيئة محكمة الجنايات الإستئنافيّة لدى مجلس قضاء عنابة الخميس لأقوال الجاني المسمى “ب.ع” البالغ من العمر36 سنة، الذي كشف أثناء الإدلاء بأقواله أنّه وضع حدّا لحياة طليق والدته، وذلك بعد أن هدّده الضحيّة بنشر صور وفيديوهات مخلّة بالحياء لأمّه، علما وأنّ حيثيات القضيّة تعود حسب ما دار في جلسة المحاكمة إلى سنة 2022.
لما تلقّت مصالح الضبطية القضائية بعنّابة بلاغا مفاده تعرّض شخص إلى اعتداء داخل مقهى بحي واد الذهب 02، ولدى تنقّلهم إلى عين المكان تبيّن أن الضحية تعرّض لطعنتين بواسطة آلة حادة على مستوى الصدر من الجهة اليسرى والظهر، ونظرا لحالته الحرجة تطلب الأمر تحويله إلى قسم الاستعجالات الطبية التابعة للمستشفى الجامعي ابن رشد على متن سيارة الإسعاف ليفارق الضحية الحياة متأثّرا بإصابته البليغة في حدود الساعة منتصف النهار والنصف، ويتعلق الأمر بالمسمى “ب.د.ط” في حين أن التحريات الأولية بينت أن الضحية تعرض لهذا الاعتداء المميت من قبل المسمى “ب.ع” الذي يعمل عونا بالحماية المدنية، الأخير تمكن من الفرار من مسرح الجريمة وحسب المعلومات الأولية المستقاة من عين المكان فإن أسباب الجريمة متعلقة بقضية شرف لكون الضحية المتوفي “ب.د.ط” كان على علاقة غير شرعية مع والدة المشتبه فيه “ب.ع”،كما أن المعاينة الأوليّة لجثّة الضحية بينت وجود ثلاثة إصابات بليغة بآلة حادة.
تجدر الإشارة أن محكمة الجنايات الإستئنافية استمعت يوم أول أمس لأقوال العامل بالمقهى المدعو “ق.ع.ع” الذي كشف أنه بتاريخ الوقائع في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا تقدم منه جاره المسمى “ب.د.ط” رفقة ابن شرطي متوفّي اسمه “ج” تبادلا هناك أطراف الحديث بهدوء تام دون أن يوحي الأمر أنهما على خلاف، ودون سابق إنذار خرج ذلك الشاب من المقهى لفترة وجيزة وعاود الدخول ولمح بيده سكين من الحجم الكبير وتوجّه للضحية مباشرة ووجه له طعنة على مستوى الصدر ثم طعنة ثانية على مستوى الظهر الجهة اليمنى، قبل أن يتم نقل الضحية على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج، أين توفّي متأثرا بإصابته البليغة.
ولدى سماع المسماة “ل.و” والدة المتّهم البالغة من العمر 56 سنة، صرحت أن الضحية المتوفي “ب.د.ط” يعد صديق مقرب لزوجها المرحوم “ب.ج”، وقد تحصل منها الضحية المتوفي على رقم هاتفها وأصبح يتصل بها وبعد وفاة زوجها، كما تكفل الضحية المتوفي بواجب العزاء وكانت جميع المقتنيات المتعلقة بالجنازة على عاتقه ولم يطلب يومها مقابل تلك المقتنيات وبمجرد حصولها على منحة زوجها طلبت من ابنها “ب.ع” استدعاء الضحية من أجل تسليمه أمواله وفعلا سلمته مبلغ 12.8000 دج واستمر الاتصال بينهما إلى أن تطورت العلاقة بينهما وأصبحت تتنزه برفقته دون علم أبنائها إلى أن وصل الأمر إلى قيامه بملامستها جسديا، ومنذ ذلك الحين أصبح الضحية يضايقها ويهددها بكشف أمرها أمام أبنائها وبعد فترة انتشرت الشائعات بالحي عن علاقتها به ليطلب منها ابنها “ب.ع” وبناتها الزواج منه من أجل القضاء على تلك الشائعات بحضور شهود وإمام مسجد، إلا أن زواجها منه بالفاتحة لم يدم سوى شهر وتسعة أيام فقط وتم فسخه نظرا للمعاملة السيّئة التي كانت تتلقاها من الضحية.
أين وصل به الأمر إلى غاية التقاط صور لها عن طريق هاتفه المحمول وتهديدها بها، وهو الأمر الذي وصل إلى مسامع ابنها وأصبح من حين لآخر يتشابك مع الضحية بخصوص تلك الصور، إلا أن هذا الأخير رفض تسليمه لها واستمر في تهديداته، كما أوضحت أن ابنها قبل أيام من الوقائع تقدم من الضحية وطلب منه الابتعاد عنها، إلا أنه رفض ذلك ممّا جعله يفكّر في التخلّص منه عن طريق قتله.
علما وأنّ الجاني اعترف أثناء الاستماع إلى أقواله من طرف هيئة محكمة الجنايات بالجريمة النكراء التي اقترفها وكشف أنّه غير نادم تماما على فعلته كون الضحيّة تمادى كثيرا بقذفه في شرفه وشرف والدته لدرجة أن صار جميع سكان الحي يعرفون بالقصّة ممّا جعله يفقد صوابه ويقدم على قتله.
التعليقات مغلقة.