قرب تاريخ العودة المحدد إلى المدارس والدراسة بجميع أطوارها،وفي مقدمة ذلك تلاميذ شهادة البكالوريا،الشهادة المصيرية التي يتوقف عليها ولو شكليا مستقبل كل تلميذ،فبعد إعلان وزير التربية الوطنية عن تحديد معدل النجاح في هذه الشهادة المصيرية 10/20 ،وهو ما جعل منها ذات قيمة علمية دائما ولدى جهات كثيرة أيضا،خاصة وقد سبق،لتلاميذ نالوها في سنوات سابقة بهذا المعدل،لكن لم يعرفوا أين يتجهوا أوإلى أين يولوا وجوههم..؟
غير أنه بات راسخا في الأذهان،خاصة بعد ارتفاع نسبة النجاح في شهادة البكالوريا،ليس المهم أن تنجح فقط ولكن يجب أن تكون بمعدلات مرتفعة،خاصة في بكالوريا العلوم والتقني رياضيات،وهذا حتى يسجل الطالب في الفرغ الذي يرغب فيه..؟
لكن تبين أن هذا المعدل لا يسمن ولا يغني من جوع اللهم إلا أن يسهل للطالب الولوج إلى ساحة الجامعة،والتسكع في أروقتها لسنوات لا غير فقط..!
إن كل بناء وتخريب أو تطاحن وتكالب على الكراسي،يرجع في حقيقته إلى التربية والتعليم الذي تلقاه أفراد مجتمعاتنا بداية ،فهي الأساس الذي تبنى عليه قواعد الحكم والتداول على السلطة وهي الاسمنت الذي يربط بين أفرادها ويحترم من خلاله كل طرف الطرف الآخر..؟
في كل البلدان وفي مقدمتهم بلادنا الجزائر تولي القيادة السياسية للمنظومة التربوية بشكل عام ومنذ التحضيري والأساسي إلى غاية نهاية الدراسات العليا،العناية الكبرى حيث وفرت المناهج والكوادر والهياكل الأساسية،ودعمت ذلك بما يساوي ربع ميزانية الدولة ذهب جلها في تسديد الأجور،والهدف من كل ذلك هو تخريج أفراد مجتمع متنورين ومتعلمين على أحسن مستوى،لكن تبقى الإشكالية المطروحة تكمن في الفرد نفسه الذي يجب أن يعنى به عناية خاصة.!
إن الاهتمام بالوضعية الاجتماعية لأستاذ التعليم الابتدائي بصفة استثنائية،من قبل الدولة يعد واجبا وطنيا تجاههم،خاصة في تلك الظروف القاسية التي يعانون منها في البوادي والأرياف حيث صعوبة الحياة،ولأن أستاذ التعليم الابتدائي هو المرجع وهو الأساس في بعث تعليم ثانوي وجامعي ناجح بعد ذلك ..؟!
خليفة العقون
التعليقات مغلقة.