معاناة حقيقية يعيشها سكان منطقة فيض المهري التابعة لبلدية المزرعة 75 كلم بأقصى الجنوب الغربي لولاية تبسة، حيث يعاني سكانها من مشاكل عديدة نغصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم حقيقي في ظل انعدام ظروف التنمية المحلية بمنطقتهم الجبلية التي تغيب فيها مختلف المرافق والضروريات التي من شأنها رفع مظاهر العزلة والتهميش عنها.
حيث أصبحت منطقة فيض المهري يضرب بها المثل بولاية تبسة في المعاناة والشقاء نظرا للحياة المزرية التي يعيشها السكان الذين يفتقدون لكل أنواع الحياة الكريمة التي من شأنها أن تجعلهم يحسون بأنهم يعيشون حقيقة، فالواقع يؤكد عكس ذلك إذ يؤكد أنهم موتى ولكن لا يزالون على قيد الحياة، فأول مشكل طرحه السكان هو غياب مظاهر التنمية في منطقتهم على مستوى وسط البلدية والقرى والمداشر التابعة لها، إذ لم تنل منطقة فيض المهري التي تعاني العزلة والتهميش نصيبها من التنمية ويعيش سكانها من انعدام أبسط ضروريات الحياة، رغم أن المنطقة تعد من مناطق الظل بامتياز، بالنظر للنقائص التي تسجلها، بما فيها ضعف التغطية بشبكة الكهرباء والتهيئة وقنوات الصرف والمياه الصالحة للشرب، ناهيك عن عزلتها، بسبب صعوبة المسالك المؤدية إليها تعد مشكلة الضعف الشديد في التغطية الكهربائية، التي يعانيها سكان منطقة ريف فيض المهري، من المشاكل العويصة.
حيث بلغت نسبة التغطية بهذه الطاقة 20 بالمائة فقط، الأمر الذي جعل معاناة سكانها تزداد يوما بعد آخر، وما زادها حدة النقص الشديد في التزود بالمياه الصالحة للشرب، خاصة أن شبكة المياه أصابها التلف الشديد، بسبب قدمها، مما حرم أهلها من هذه المادة الحيوية، وأطال عمر عطشهم، سواء في فصل الصيف أو الشتاء ومنها طرقات مهترئة صعبت التنقل من وإلى المنطقة.
كما تشهد طرقات المنطقة هي الأخرى، حالة يرثى لها، بالنظر إلى وضعيتها المزرية، الأمر الذي زاد من معاناتهم، خاصة في فصل الشتاء، حيث تكون الأوحال والحفر والبرك المائية سيدة المشهد، وفي هذه الحال، يكون السير من خلالها أو المرور بها أمرا صعبا للغاية، خاصة إذا تعلق الأمر بالطريق الرابط بين بلدية الشريعة ومشتة ريف فيض المهري، باعتباره طريق مهم وحيوي، إلى جانب الطريق الرابط بين ريف فيض المهري والمزرعة، مع ربط منطقة الظل هذه بالشريعة والمزرعة والعديد من مناطق الظل، كمنطقة الرملية، والزورة، وقيبر، وأم خالد، والبطين وعين شرود.
أما عن الغاز، فلا يزال حلما يراود السكان باستمرار، فيما يستعملون الوسائل البدائية في التدفئة والطهي… وغيرها، كقارورات غاز البوتان التي تجد العائلات الميسورة صعوبة في الحصول عليها واقتناءها بأثمان مرتفعة، فيما تلجأ العائلات المعوزة إلى استعمال الحطب للطبخ والتدفئة، رغم خطورة استعماله، بسبب ظروفها المعيشية، وأمام هذه النقائص والصعوبات، ينتظر سكان منطقة فيض المهري وبفارغ الصبر، حلولا عاجلة وتنفيذها ميدانيا، خاصة أن رئيس الجمهورية حث في العديد من المرات، على وجوب التكفل بمناطق الظل وتحسين الحياة المعيشية للقاطنين، من تعبيد الطرق وإيصال الكهرباء وتوفير المياه والغاز المميع، مقارنة بما تعرفه هذه المنطقة من أراض خصبة ومنتجة لمختلف الحبوب والخضر والفواكه، لتضاف إليها المطالب المتكررة لسكان المنطقة المهاجرين من أراضيهم الفلاحية، الذين يناشدون السلطات المحلية بتوفير ضروريات الحياة من أجل العودة إليها والمكوث فيها.
التعليقات مغلقة.