شباب اليوم بين الثقافة الإسلامية والغربية جولة استطلاعية عن السبب وراء ضعف الوازع الديني عند شباب الجزائر
طبعا تعلمون أن الشباب هم الشريحة الأكثر أهمية في أي مجتمع وإذا كانوا اليوم يمثلون نصف الحاضر فإنهم في الغد سيكونون كل المستقبل، و من هنا جاء القول بأن الشباب قوة المجتمع وعماده فالشباب يساهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر وإستشراف آفاق المستقبل، والمجتمع لا يكون قويا إلا بشبابه والأوطان لا تبنى إلا بسواعد شبابها وعندما يكون الشباب معدا بشكل سليم و واعياً ومسلحاً بالعلم والمعرفة فانه سوف يصبح اكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر واكثر استعدادا لخوض غمار المستقبل.
من اسباب ضعف وزاع الديني
– الأسرة: فقد يقتبس الشاب ثقافته أو مواقفه المنحرفة من أسرته, التي قد تتخذ توجهاتها الدينية إحدى صورتين:
لاتعيش مفاهيم الدين, ولاتهتم بتعاليمه, مما يحدث لدى الشاب فراغاً عقائدي, وجفافاً روحياً, وانحلالاً خلقياً.
تعيش على هامش الدين, فتركز على الشكل فقط, ولاتعمل بالمضمون، مما يقدم للشاب صورة مشوشة عن الدين, لاتنسجم مع تطلعاته, ولاتثير قناعاته.
– المدرسة: والمدرسة تشارك الأسرة في تشكيل شخصية الشاب, وبحسب طبيعتها, تتكون صورة الدين في ذهنه:
– فإذا صادف وجود الشاب في مدرسة ذات اتجاه علماني, الذي يلغي مادة الدين من برامجه، فإنه يقرأ كل شيء إلا الدين, فتكون النتيجة: الجهل أو اللامبالاة أو النفور, ويصبح الدين لديه شأناً غيبياً لايستحق الاهتمام به, مادام لا يلامس حياته المباشرة.
– أجهزة الإعلام: وتأثيرها اليوم أصبح مباشراً وفعالاً, بعد أن غزت البيوت بأنواعها المختلفة (تلفيزيون، فيديو، راديو، صحف،مجلات، مواقع التواصل) وما كرس من فعاليتها أنها استخدمت كل وسائل الترغيب والتشويق والاثارة.
وهذا مانشهده في وطننا الحبيب الجزائر ،قمنا بجولة استطلاعية نسأل فيها الناس عن سبب ضعف وعزوف الشباب عن معتقدهم الديني فكانت الإجابة كالتالي :
محمد شاب يبلغ من العمر 23 سنة يدرس في جامعة باتنة 1 تخصص ادب عربي ،يرى ان شباب اليوم متأثر بالثقافات الغربية الهدامة التي تشجع على الانحلال الاخلاقي تحت اسم الحرية المطلقة ،والسبب الرئيسي في انشار هذه الافكار هو مواقع التواصل الاجتماعي .
من جهته يرى استاذ الشريعة بمتوسطة الاخوة بن عائشة بكشيدة “المعلم فيصل” ،ان اولياء اليوم لا يؤدون ادوارهم في تربية اولادهم بشكل كلي ،حيث ان الاستاذ عاجز تمام في استدراك الوضع ،والتنشئة الأولى تبدأ من عمر 7 سنوات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اما في مايخص الإناث ترى أستاذة العلوم النفسية في جامعة باتنة 1 ” سهام لعور ” ،أن الفتاة في مرحلة المراهقة تعتبر فريسة سهلة لتقبل الثقافات المستوردة ،وهذا خطر كبير على سلامة المجتمع والدين الاسلامي ،ومن هذا المنبر اوجه رسالة الى الاولياء وخاصة الامهات في تتبع ابنائهم وتنشئتهم بشكل سليم وما يوافق الشريعة الاسلامية ،وهذا هو عين الصواب .
خلاصة القول الشباب هو القاعدة التي تبنى فوقه المجتمع فاذ كانت هذه القاعدة متينة كان المجتمع قويا متماسك و اذ كانت غير صلبة انهدم ذلك البنيان وتفكك.
لكن بتغير الزمن أصبحت هناك معوقات تقف حائلاً أمام مسيرة الشباب وتكبح طموحاتهم، وتهدر طاقتهم، وهذه المعوقات ما هي إلا نتيجة سلسلة تراكمات من عوامل الانحراف عند الشباب وهذه العوامل لها مسببات خارجية وداخلية
التعليقات مغلقة.