بالرغم من أنه شهر فضيل وكريم، وقدومه فرصة للإقلاع عن المعاصي ومحو الذنوب والتقرب من الله عز وجل، إلا أن شهر رمضان في مجتمعنا وللأسف يسجل سلوكات أقل ما يقال عنها أنها بذيئة، لأنها لا تعكس صورة المجتمع المسلم الذي تصدر عنه، وإن كانت لا تعكسه طيلة أشهر السنة فما بالك بالشهر الذي أنزل فيه القرآن.
سلوكات إذن غير مستحبة أضحت بعادات قارة منها ما هو سائر طوال أشهر السنة ويزداد حدة في شهر رمضان، ومنها ما هو مناسباتي أي يظهر خلال هذا الشهر الكريم وينتهي مع حلول عيد الفطر السعيد.
“الراية” تستعرض بعض هذه السلوكات المشينة ما هو إلا للفت نظر من أجل تفادي الخطر، وإن تعددت وتنوعت فالمجال هنا لا يتسع لذكرها جميعا، لكنه يتسع لذكر أهمها مثل عرض مختلف أنواع الخبز والحلويات على الأرصفة وحافة الطرقات وبجوار القاذورات، وبلوعات الأرصفة..
تهافت الناس على اقتناء الخبز بجميع أنواعه وأشكاله وبكميات كبيرة، ورميه في اليوم الموالي في المزابل أمام المنازل، وكأن بطونهم في رمضان غير بطون سائر الأيام.
الارتفاع الجنوني للأسعار سواء بالنسبة للحوم أو الخضر أو مختلف المواد الغذائية الأخرى، خاصة مادة زيت المائدة الذي تم توفيره في محل زحام كبير، في منظر مؤسف، تحت رقابة الأمن واعوان التجارة، فضلا عن الخضر، حيث أصبح ثمن الطماطم 160دج، كيس اللبن، أو الشربات، يمشي جنبا إلى جنب مع كيس الحليب.
عدم احترام مواقيت العمل وهروب الموظفين من مراكز عملهم، وتذمر الرجال من خروج الموظفات قبل انتهاء الدوام، وعندما استفحل الأمر، وتعطلت مصالح الناس، مما أدى بوالي سوق أهراس لوناس بوزقزة، يقوم بزيارة فجائية لبعض الإدارات، حيث وجدها حقا خاوية على عروشها.
ومما يلفت الانتباه التحدث طوال النهار عن الأكل والأطباق، إذ لا يخلو حديث اثنين أو جماعة عن مواضيع الطبخ، وحتى الرجال يصابون بحمى الكيفيات وتحضير الأطباق.
تحجج بعض الفتيات بصلاة التراويح من أجل الخروج ليلا من المنزل للسهر في الخارج أو لقضاء حاجة في نفس حواء، والعودة إلى البيت بمجرد خروج المصلين من المساجد موهمين الأهل بتواجدهن في بيوت الله.
المكوث أمام جهاز التلفزيون طوال اليوم ومتابعة كل برامج الفضائيات بحجة قتل الوقت بدل قضائه في أشياء مفيدة تجلب الحسنات كقراءة القرآن الكريم وغير ذلك.
هرولة البعض نحو إشعال السجائر وارتشاف فناجين القهوة بمجرد إعلان المؤذن عن وقت الإفطار، فضلاعن النوم العميق إلى ما بعد الظهر أو العصر أو حتى دقائق معدودة قبل آذان المغرب.
تهافت ميسوري الحال على مطاعم الرحمة التي وجدت خصيصا للفقراء والمساكين، ازدياد عدد المتسولين بشكل ملفت للانتباه، فأينما تحل تجدهم أمامك نساء، رجال، أطفال، شيوخ وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة.
كثرة النزاع والخصام والشجار باللسان وباليد والهراوات وحتى الخناجر، إضافة إلى سماع عبارة “صح فطوركم” عند الثامنة أو التاسعة صباحا، وسواء شئنا أم أبينا فهذه السلوكات عشناها لسنوات خلت ونأمل ألا نعيشها لسنوات أخرى.
لعريبي لزهر
التعليقات مغلقة.