أشرف لوناس بوزقزة والي ولاية سوق أهراس في نهاية هذا الأسبوع، على فعاليات الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية يناير 2972 والتي تصادف 12 جانفي من كل سنة، وذلك على مستوى بلدية سدراتة، بمعية السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي، الأمين العام للولاية والسلطات المحلية الأمنية والمدنية، عدد من أعضاء البرلمان، المندوب المحلي لوسيط الجمهورية، ممثلي الأسرة الثورية وبحضور المدراء التنفيذيين، وكذا عدد من المنتخبين المحليين والأسرة الإعلامية وجمع غفير من المواطنين.
وقد استهل برنامج الاحتفال بالمناسبة بزيارة معارض مختلفة وثرية منظمة بالمناسبة على مستوى المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني “يلقاضي معمر”، بمشاركة عدد من القطاعات والجمعيات الناشطة في المجال الثقافي والسياحي والشباني، حيث زينت فضاءاتالمعرض بالأطباق التقليدية والألبسة القبائلية والزرابي وكل ما يمت بصلة للتراث الأمازيغي الأصيل.
وقد صال وجال الوفد في ربوع هذا التنوع الثقافي، في جو من الحيطة والحذر بارتداء الكمامات، خاصة وأن هذه المناسبة تأتي أيضا في ظرف استثنائي المتمثلة في انتشار وباء كرونا.
وقد شجع والي سوق أهراس لوناس بوزقزة الحرفيات وما صنعته أنامل المرأة الريفية من أطباق تقليدية متنوعة والتي تنوعت بتنوع التقاليد والأعراف، خاصة وأن يناير عيد فلاحي بامتياز.
وقد أكد والي الولاية في فضاء المعرض على أهمية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، التي تؤدي إلى الوحدة الوطنية من خلال غرس هذه الثقافة في النشء لزرع الوطنية والمواطنة والأخوة بين جميع الجزائريين والجزائريات، ولهذا رسمت الدولة الجزائرية هذا اليوم برسم سنة 2018، كالسنة الميلادية والهجرية، فنحن شعب واحد ،لأن أمنا الجزائر، حسب قوله، خاصة أن الجزائر هي البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي سن هذا القانون، فالرجوع للأصل فضيلة، ونحن لا نستطيع أن ننسلخ على أمازيغيتنا ولا على عروبتنا، فنحن شعب واحد، وحدنا الإسلام ديننا الحنيف.
ليتوجه بعدها الوفد إلى مدرج المعهد لمواصلة فعاليات الاحتفال، حيث تمت تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم الاستماع للنشيد الوطني، متبوعة بكلمة كل من السيد والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي، ليتم بعدها تنظيم عدة نشاطات فنية وثقافية وأدبية متنوعة عكست في أدائها تراثنا الثري شملت على الخصوص تقديم عرض أزياء بمشاركة مجموعة من الأطفال، قراءات شعرية وخواطر، عروض مسرحية، أناشيد، وعروض مصورة حول الحدث.
ليتم بعدها إلقاء مداخلة من طرف الأستاذ الدكتور “محمد إيدير مشنان” مستشار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تمحورت حول البعد الديني والوطني في الاحتفال بالمناسبة ليختتم الحفل بعدد من التكريمات لعدد من المشاركين في هذه التظاهرة .
وقد أكد والي الولاية لوناس بوزقزة في كلمته أن هذه المناسبة تشكل محطة لإبراز الموروث الحضاري للشعب الجزائري الضارب في أعماق التاريخ، حيث أن إحياء هذه المناسبة يأتي لإضافة لبنة جديدة لتثبيت وتقوية اللحمة الوطنية وتكريس الأصالة المتجذرة في الشعب الجزائري المتمسك بهويته، التي يشكل البعد الأمازيغي جزءا أساسيا منها، وهي كذلك مناسبة ترسخ أحد القواسم المشتركة بين كل الجزائريين لتقوية روابطنا الاجتماعية وثقافتنا الغنية والمتشبعة بالقيم والروح الوطنية.
التعليقات مغلقة.