ساعـة بين الكتب

مداد أقلام عربية بين دفتي ديـــــــــــوان جامع في مدح الحبيب المصطفى

بقلـم: تونسي فوزية

              توحّد ” ابن سلين ” مداد أقلام عربية بين دفتي ديـــــــــــوان جامع في مدح الحبيب المصطفى  تحت عنوان ” ينبوع الإحساس في مدح خير الناس ” ، للفائزين في مسابقة ” شذى القوافي”،  اثنان وعشرون قصيدة  من أوطان مختلفة ، تنطلق بها من الجزائر العتيقة والمتصدرة للقائمة بقصيدة الشاعرة “عائشة جلاب”بعنوان ” عروج إلى سدرة المعنى “

              لترحل بنا إلى العراق العميقة مرورا بــفلسطين الأبية ثم اليمن السعيد، تستهلها بعنوان ” نبي الرحمة” للشاعرة الفلسطينية ” خلــود أحمد” لتختمها بسطور جزائرية تحت عنوان ” بلسم الجراح ” للشاعر ” الطاهر زوامرية “.

                 التنوع الثقافي في طرق المدح  جعل منه لوحة فسيفسائية لامعة باختلاف الأساليب والنغمات الرنانة والعبارات الفخمة، بين مهتم للزخرفة وآخر للموضوع وبين الجامع بينهما يتضارب فكرنا بين مد وزجر أمواج قافيتهم ، وبين أسلوب سهل مباشر سلس مألوف، وآخر قوي رصين يتطلب الرفع من فكر القارئ ، أين يغرق القارئ بين بحور قصائده.

                            ديوان أتانا  اليقين،كضوء تفتق منه الحنين.

نقرأ لها :

ماذا أقول وكل شيء دونه

                         إني لأخشى ما أعد وأنفق

هيهات أوفي ير من وطئ الثرى

                        مدحا وشعري جدول يترقرق

ليت الحروف تكون لي في نظم ما

                    أحببت شمسا تستهل وتشرق

بل ليت مافي الكون لي من أنجم

                       فأصوغها كلمات حب تنطق

لك يا رسول الله كل شفاعة

                       فينا وكم للقاك كم نتشوق

كم من ذنوب أغرقتنا في الهوى

                     ياليتنا في حوض مائك نغرق

كلا ورب الناس ما من لفظة

                           في الشعر إلا وهي دونك تنطق

للشاعر/ حسان بن طاهر.

              يرى الشاعر مشعل العبادي أن الفكرة المبنية على تغليب الظن بيقين التجربة, إنما هي فكرة تنطوي على مقاصد أصيلة تهدف إلى الفاعلية والنجاعة عن كثب…هذا ما اشتغلت عليه الكاتبة والشاعرة ” وهيبة بن سلين ” في مؤلفها لجامع للنصوص الشعرية والنثرية في مدح خير الورى محمد صلى الله عليه وسلم ” ينبوع الإحساس في مدح خير الناس ” وتكريس جهدها السخي بمؤازرة الناقدة والشاعرة ” خلود أبو زيد ” في سبيل بث الوعي عند القارئ العربي برموزه العليا ومقدساته وقيمه الأدبية.

                يد تلوح وبصيرة تتجلى فكرا وتقنية وموقفا من خلال 22 نصا، كان للشعر الحظ الأوفر منها، بينما كان الختام مسكا بنص نثري.

                   اثنان وعشرون منظومة من الرسائل الموجهة إلى المجتمع تنشر الشمائل النبوية من الناحية الأخلاقية والثقافية، في دعوة للشباب للاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والمعاملات، المبدعون هم المضخة الحقيقية لوجدانيات المجتمع ، ” وهيبة بن سلين” و ” خلود أبو زيد ” والذات الإبداعية ، أنتجت عملا إبداعيا كجانب من الطقوس الفنية التي تم الاشتغال عليها والإخلاص لها رؤية وابتكارا وقدرة عالية على التجديد، من واقع خبرة بأدوات الصنعة حتى التمكن إلى نص يخترق الزمان ليدرس عبر الأجيال.

                   يشكل المبدع الحلقة الأهم في تكوين الثروة الحضارية الثقافية،ومثل هذه المنجزات الثقافية تحتاج مزيدا من الدعم والانتشار، لصياغة واجهة حضارية ثقافية محلية ننفذ من خلالها نحو الآخر.