يتأكد يوما بعد يوم إذابة الجليد بين الجزائر واسبانيا، وهذه المرة أكد ذلك رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز في تصريح خلال اجتماعه بالسفراء الإسبان في جميع أنحاء العالم البالغ عددهم 130 سفيرا. لقد أكد سانشيز، الذي جاءت معه الأزمة فجأة، سريان عملية المصالحة التي بدأت منذ سبتمبر 2023، بمناسبة انعقاد الدورة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان سانشيز قد صرح أمام الدبلوماسيين الإسبان: “الجزائر بلد صديق، وسنواصل العمل من أجل الحفاظ على العلاقات مع هذا الشريك الاستراتيجي”. هذا ما أوردته صحيفة “إل بيريوديكو دي إسبانيا” الإسبانية، مشيرة إلى هذه المستجدات في خطاب المسؤول الإسباني.
يجدر الإشارة إلى أنه بهذه المناسبة، أصدر رئيس الحكومة الإسبانية خطابًا ساعد كثيرًا على تحسين العلاقات بين الجزائر وإسبانيا. فقد دافع بيدرو سانشيز عن حل لنزاع الصحراء الغربية يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، ويبدو أن ذلك قد قوبل بترحاب من الجزائر.
استئناف العلاقات بين الجزائر وإسبانيا في سبتمبر 2023:
في الواقع، سمح تطور الخطاب الإسباني باستئناف الاتصال بين الجانبين في سبتمبر 2023. وأدى هذا التطور إلى تعيين السلطات الجزائرية سفيرًا للجزائر في مدريد، في نوفمبر 2023. وهذه العملية هي التي دفعت المسؤول السياسي الإسباني إلى التأكيد اليوم على أن الجزائر “بلد صديق” و”شريك استراتيجي”.
من المفيد التذكير أن تدهور العلاقات بين الجزائر وإسبانيا بدأ في مارس 2022 عندما شكك رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في موقف إسبانيا بشأن قضية الصحراء الغربية، معترفًا صراحةً بمغربية الأراضي الصحراوية، متناقضًا مع نصوص الأمم المتحدة المختلفة. مما أدى إلى رد فعل من السلطات الجزائرية التي استدعت سفيرها في إسبانيا وجمدت معاهدة الصداقة الموقعة عام 2002 بين البلدين. وما هو أسوأ من ذلك، أن لذلك تداعيات هامة على العلاقات التجارية، مما أدى إلى عواقب شبه مأساوية على مئات الشركات الإسبانية.
التعليقات مغلقة.