دعوة لمساهمة الشركاء الاقتصاديّين والأولياء في تحسين الوجبات

22

الإطعام المدرسي محل دراسة جامعية

فريدة حدادي

تقدّم الجامعة الجزائرية من خلال أطروحات التخرج، أفكارا مبتكرة، تعكس اهتمام الطالب الجامعي بما يحدث في مجتمعه، من خلال التفاعل مع بعض المشاكل، وتقديم الحلول،. وفي هذا السياق  رصدنا واحدة من الأطروحات الهامة للطالب دحمانعيسى الشيخ، الذي نال عنها شهادة مهندس دولة في العلوم الفلاحية تخصص علوم التغذية، من جامعة سعد دحلب بالبليدة بدرجة “امتياز”، حول موضوعه “تحليل نوعية وجبات الإطعام المدرسي، ودورها في ضمان نمو سليم ومتوازن للتلميذ في الطور الابتدائي، وتعزيز التركيز داخل الفصل”، والذي أشادت لجنة التحكيم بأهميته. وحثته على مواصلة المشوار، والبحث عن دور الوجبة المدرسية في تصحيح بعض اختلالات النمو لدى التلاميذ. وحول الأطروحة وتطلعاته، تحدثنا إلى الطالب عيسى دحمان الحاج في هذه الأسطر.

قال مهندس الدولة في علوم الفلاحة تخصص علوم التغذية في بداية حديثه، بأن الدراسة التي قام بها كانت بناء على توجيه من مستشاره، الذي اقترح عليه العمل على موضوع التغذية في الوسط المدرسي، والذي لقي اهتماما كبيرا منه، دفعه إلى إجراء دراسة استقصائية طيلة ستة أسابيع، شملت 740 تلميذ من ابتدائية الشهيد “رويبح مختار” ببلدية القرارة ولاية غرداية؛ حيث كان الهدف المسطر، حسبه من خلال الدراسة، تقييم مساعي الدولة الجزائرية في تحسين الوضع الغذائي للتلاميذ، مشيرا في السياق، إلى أنه حاول من خلال الدراسة الميدانية، تقديم تفاصيل دقيقة حول مدى تغطية الاحتياجات السنوية من العناصر الغذائية في الوجبة المدرسية؛ قال: “مثلا، بالنسبة للبطاطا والحبوب كانت بكميات قليلة جدا؛ فدرنات البطاطا 7.16%.

أما الحبوب ومشتقاتها فكانت نسبتها 21.32 ٪  “. وواصلالمتحدث: “سجلنا نقصا في تلبية حاجيات عناصر أخرى مهمة؛ مثل الخضر الطازجة التي كانت بنسبة 36.22%، واللحوم36.31%، والمواد الدسمة 37.94%، والحليب ومشتقاته 38:46%، في حين كانت كميات الفواكه معتبرة بنسبة 66:55% ، بينما تجاوزت الاحتياجات الضرورية في بعض المواد مثل البيض، 108.66%، ،والبقوليات والحبوب الجافة 107.32%”.


وحول أهم النتائج التي استخلصها من الدراسة الميدانية، أشار الباحث إلى وجود توازن في تركيبة المغذيات الكبرى رغم أنها كانت بكميات غير كافية. أما بالنسبة للمغذيات الدقيقة فتشهد، حسبه، نقصا كبيرا خاصة الكالسيوم وفيتامين ب”2″. أما بالنسبة للعناصر الأخرى فتراوحت نسبة تلبية الحاجيات بين الثلث والنصف فقط، فضلا عن تسجيل نقص في العناصر الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة؛ إذ إن نسبتها كانت أقل من ثلث الاحتياجات” .


وأكد المتحدث أنه قدم من خلال أطروحته عددا من المقترحات، قائلا: “المقترحات التي أعتقد أن الأخذ بها من شأنه أن يعزز منظومة التغذية على مستوى المؤسسات الابتدائية” ، ومنها يعدّد: إعادة النظر في محتويات العناصر الغذائية؛ لضمان كميات مناسبة، وبجودة عالية، مع إدخال الأسماك لضمان التنوع، وجودة البروتينات الحيوانية خاصة أوميغا 3 الذي يغيب عن الوجبات المدرسية، وكذا زيادة الاعتمادات المالية خاصة للبلديات التي تعاني شحا في المداخيل؛ مثل بلدية القرارة، بالنظر إلى أهمية الغلاف المالي في تنويع الوجبة الغذائية” ، موضحا: “وفي هذا الخصوص أقترح أن تكون الزيادة بنسبة 25 ٪ لمطاعم المدارس التي تستوعب نسبة كبيرة من التلاميذ، خاصة في مناطق الظل؛ لضمان نمو متوازن”.


وفي الختام أشار محدثنا إلى أن من بين أهم التوصيات التي يحث عليها، “دعوة الشركاء الاقتصاديين وأولياء التلاميذ للمساهمة، ولو بشكل رمزي، في تكلفة الوجبة المدرسية؛ لتعزيز قيمتها الغذائية كمّاً ونوعا”. وأضاف: “بالمناسبة، نطالب باستحداث ديوان خاص بالخدمات المدرسية على غرار ديوان الخدمات الجامعية، لتحقيق نقلة نوعية في تحسين الإطعام المدرسي”.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::