لازال سيناريو الوخز بالإبر أو هجمات الإبر يصنع الحدث والرعب في قلوب الأطفال وأوليائهم بعد تسجيل عشرات الحالات عبر مختلف ربوع الوطن بحيث قُطع الشك باليقين وتحولت الإشاعات إلى واقع ملموس ومخيف بدليل إلقاء القبض على نساء تخفين في اللباس الشرعي ـ الجلباب والجلباب منهن بريء ـ تزعّمن جرائم الحقن بالإبر وامتدت أيدي تلك الشبكات إلى مختلف ولايات الوطن مما زاد من رعب الظاهرة وألحق أضرارا نفسية بالأطفال استلزمت إخضاعهم للمتابعة لدى مختصين نفسانيين.
حدادي فريدة
لا يهنأ بال الأطفال وأوليائهم من سيناريو حتى يلحقهم سيناريو اخطر واعنف فبعد رعب الاختطاف ها هو رعب هجمات الإبر يستهدف فئاتهم وعالمهم البريء ويُدخلهم في دوامة من الخوف والسوسبانس هم وأوليائهم والغريب في الامر ان تلك العصابات استثنت تلاميذ الثانويات والمتوسطات لكونهم كبار يدفعون المخاطر عن أنفسهم وتربصت بالمدارس الابتدائية مستغلة براءة وعفوية الأطفال الصغار لتنفيذ تلك المخططات الدنيئة والاعتداء عليهم بغرز حقن مجهولة المحتوى في أيديهم ونواح متفرقة من أجسادهم في اغرب الظواهر الدخيلة على المدارس بوجه خاص والمجتمع الجزائري بوجه عام.
خوف وأضرار نفسية
اشتكى الكثير من الأولياء من الآثار النفسية التي ظهرت على أطفالهم منذ سماعهم بحوادث الحقن بالإبر بحيث بات معظمهم يتخوفون من الذهاب بمفردهم إلى المدارس وأضحت مرافقة الأولياء لهم ضرورية في طريق الذهاب والإياب من وإلى المدرسة كما ظهر على بعضهم آثار أخرى تمثلت في الخوف الزائد الذي تحول إلى رهاب.
تقول منال إنها لاحظت على ابنها علامات وآثار لم يكن يشكو منها من قبل بحيث يقوم مفزوعا من النوم إلى حد البكاء ويلزمها بالبقاء أمامه وعند استفساره يرد انه يتخوف من العجوزة كما قال التي تقوم بحقن الأطفال الامر الذي أزعجها كثيرا خوفا من تطور حالة ابنها وامتناعه عن الذهاب إلى المدرسة وقالت إن الامر خطير لم يتوقف عند الأطفال ضحايا هجمات الإبر بل زحفت الآثار النفسية لتلك الآفة إلى العديد من الأطفال خوفا من تعرضهم إلى نفس المصير وقالت إنها قررت أخذ طفلها إلى طبيب نفساني لمتابعة حالته خوفا من تطورها إلى أعراض أخرى اكثر تعقيدا.
المتابعة النفسية ضرورية
هجمات الإبر التي استهدفت الأطفال هي ليست بالشيء الهين بل هي جرائم خطيرة لم يسبق لها مثيل في مجتمعنا فبعد حوادث الاختطاف وقتلهم والتنكيل بجثثهم ها نحن أمام سيناريو آخر وهو وخز الأطفال بالإبر والفرار وترك آثار جسدية واخرى نفسية عميقة لدى الأطفال المعتدى عليهم وبقية أقرانهم مما فرض على العائلات الاستنجاد بالأطباء النفسانيين ووجدوا ان المتابعة النفسية ضرورية جدا وهو ما عبرت عنه المختصة النفسانية ع. فاطمة الزهراء.
اذ قالت ان ظاهرة الحقن بالإبر هي ليست بالشيء الهين وهي قد تؤدي إلى أضرار جسمانية واخرى نفسية بحيث قد يتطور الامر إلى رهاب أو عُصاب المَخاوف أو الفوبيا وهو اضطراب نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الطفل المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر مما يستدعي الخضوع للعلاج النفسي لدى طبيب متخصص كما ان ظاهرة الوخز بالإبر قد تؤدي إلى الخوف الزائد والامتناع عن الذهاب إلى المدرسة وعدم الرغبة في مغادرة البيت لأنه مصدر حماية للطفل أمام الأهل بالمقارنة مع المدرسة وحالة اللا أمن التي تهدد الطفل في محيطها.
وختمت بالقول إن المتابعة النفسية للأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الخوف الزائد هي ضرورية كما يجب على الأولياء والمجتمع ككل عدم تهويل الأمور طبعا مع عدم التهوين ورقابة أطفالهم من دون ترهيب لتفادي الآثار النفسية الوخيمة.
التعليقات مغلقة.