حتى الذين يدعون أنهم يمارسون الديمقراطية ويحيونها واقعا ملموسا في الغرب كالأمريكيين والفرنسيين،فهم في حقيقة الأمر ليسوا كذلك وإنما هم أنظمة جمهورية تدعي الديمقراطية ،وما الصراعات على كرسي الرئاسة ومقاعد البرلمان إلا دليل ذلك،حيث وفي سبيلهما يهون كل شيء،ولأجلهما يدوس الساسة على القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنصب المكائد ويتجسس بعضهم على بعض،وكل ذلك من أجل الفوز في الانتخابات وعلى حساب الخصم..؟
وما يحدث في لبنان الجريح والمنقسم على نفسه والمتنافس حوله بين فرنسا وأمريكا ،حيث الخطة الفرنسية المقترحة من قبل ماكرون بعد التفجير الذي حدث في مرفأ بيروت،والتي عطلتها الولايات المتحدة بحجة واهية منها انتماء وزير المالية الشيعي المنتمي إلى حزب الله والمتهم بالإرهاب الدولي،وهذا لحاجة في نفس ترامب المراوغ والمنتهي ..!
ومن هنا فإن الغرب الصليبي الذي وجه سهامه نحو صدور قادة العرب والمسلمين وشعوبهم بدعوى حقوق الإنسان وحماية المدنيين وبسط الديمقراطية في ديار هؤلاء الناس الذين ذاقوا من شرورهم والتي سبق وأن جربوها فكانت المرارة والندم ،يريد هؤلاء اليوم أن يكرروا نفس التجربة وبالتعاون مع عملاء لهم في الداخل والخارج،ولكن الشعوب في الكثير من بلدان الوطن العربي قد فطنوا إلى ذلك..؟
لن يفلح كل من وضع يده في يد أعداء الأمة ولن يغفر له التاريخ ذلك ، وإن كانت بعض الشعوب في المنطقة تتغنى بأنها قامت بثورة وتخلصت من الديكتاتور الحاكم،فقد وقعت في مطب الفوضى الخلاقة التي لن يخرجوا منها إلا بتضحيات جسام.. !
وما الديمقراطية التي تجلت مظاهرها فيما أقبل عليه الرئيس المنصرف “ترامب” والقادم حسب الاستطلاعات الصحفية رغم المكائد والدائس المعدة له سلفا،إلا أحد حقائق تلك الديمقراطية المزيفة شكلا ومضمونا،وان كنا مولعين ومنخدعين بها ..؟
وكما يقال فإن “دخول الحمام ليس كالخروج منه” وأن الغرب الذي وقف مع ما يسمى بالثورات العربية ،فإنه ليس لأجل سواد عيون العرب كما يعتقد البعض منا..؟!
خليفة العقون
التعليقات مغلقة.