يزخر باطن أرض الجزائر كنوزا وموارد طبيعية غنية ومتنوعة، من النفط والغاز الطبيعي إلى المعادن والمواد النادرة. لطالما نُظر إلى الجزائر على أنها أرض كل الثروات. ويُظهر تصنيف حديث أن الجزائر تعد من بين أغنى 20 دولة في العالم من حيث الموارد الطبيعية.
توجد الموارد الطبيعية في البيئة بشكلها الأصلي والطبيعي. ومع تقدم الدول في عملية التصنيع، تزداد احتياجاتها من الموارد الطبيعية. ويتجاوز دور هذه الموارد النمو الاقتصادي المحلي البسيط. كما أن لها أيضًا تأثيرًا على الديناميكية الاقتصادية العالمية، كما أظهرت العديد من الأزمات العالمية المرتبطة بهذه الموارد.
وهذا يعني أن الموارد الطبيعية تمكّن الدولة التي تمتلكها من أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في المشهد الاقتصادي العالمي وتحصل على موارد مالية لا تقدر بثمن. وتمتلك الدول الأفريقية حصة كبيرة من الاحتياطي العالمي للموارد الطبيعية، ما يمثل في حد ذاته مصدر أمل لمستقبل القارة. وهذا سيتطلب، وفقًا للخبراء، إدارة عادلة ومستدامة لهذه الموارد.
وتحتل الجزائر مكانة مهيمنة عالميًا في مجال الموارد الطبيعية. فهي إحدى الدول الأفريقية القليلة التي تُصنف ضمن أفضل 20 دولة في العالم من حيث ثروة الموارد الطبيعية. وهذا ما توصلت إليه دراسة حديثة للموقع المتخصص “Insider Monkey” نُشرت في بداية أكتوبر. واعتمدت الدراسة على الفرق بين الإيرادات المتولدة من هذه الموارد وتكاليف الإنتاج.
الجزائر من بين 4 دول أفريقية من أغنى دول العالم في الموارد الطبيعية
ووفقًا للدراسة المشار إليها، التي أُجريت بالتعاون مع بيانات البنك الدولي، تُصنف 4 دول أفريقية ضمن أفضل 20 دولة عالميًا من حيث الموارد الطبيعية. وهي ليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا والجزائر. وتحتل ليبيا، صاحبة أكبر احتياطي مؤكد من النفط في أفريقيا، المرتبة الأولى بين الدول الأكثر ثراءً بالموارد الطبيعية. حيث تمثل إيراداتها من الموارد الطبيعية 61% من الناتج المحلي الإجمالي. ويلعب حقلها الأكثر خصوبة، شرارة، دورًا مهمًا في القدرة الإنتاجية للنفط في البلاد.
وتُصنف جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الكوبالت والنحاس والماس، في المرتبة الثالثة ضمن قائمة أغنى 20 دولة في العالم بالموارد الطبيعية. وقُدرت النسبة المئوية لإيرادات جمهورية الكونغو الديمقراطية في هذا القطاع بنحو 38.8٪. وتحتل أنغولا، التي تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط وصناعة مزدهرة للماس، المركز السادس عالميًا من حيث الموارد الطبيعية بنسبة إيرادات تبلغ 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وتحتل الجزائر، رابع دولة أفريقية تدرج ضمن العشرين الأوائل عالميًا، المرتبة الـ13 بإيرادات إجمالية تبلغ 22.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي. وتكمن ثروتها في هذه الموارد بشكل رئيسي في النفط والغاز، حيث تشكل حقول حاسي مسعود وحاسي الرمل جزءًا لا يتجزأ من صناعتها النفطية، وفقًا للدراسة. كما تدعم هذه الحقول الغنية الهامة الاستهلاك المحلي والتصدير أيضًا زيادة عن الدور الرائد للجزائر في صناعة الأسمدة بسبب احتياطياتها الكبيرة من الفوسفات، كما يوضح المصدر ذاته.
التعليقات مغلقة.