جعفر قاسم عن فيلم هوليوبوليس من قسنطينة “خفت خوض التجربة والفرنسيون صدموا بسبب مجازر 8 ماي”

2٬473

تحدث نهاية الأسبوع الماضي المخرج جفر قاسم عن الدور الذي يمكن أن تلعبه السينما في التعريف بالقضايا حيث كشف عن صدمة الممثلين الفرنسيين بعد اطلاعهم على سيناريو فيلمه هيليوبوليس وبشاعة ما اقترف في حق الشعب الجزائري من قبل الاحتلال الفرنسي، كاشفا عن تحدي مشاركة الفيلم في المهرجانات الدولية باعتبار أنه من انتاج الدولة ووجود مفاوضات مع موزع أمريكي في هذا الشأن.

وخلال ندوة صحفية عقدت نهاية الأسبوع الماضي بفندق نوفوتيل بقسنطينة بمشاركة الفنانين المشاركين في فيلم هيليوبوليس، قال المخرج جعفر قاسم أن الخوف تملكه قبل خوض هذا العمل، الذي يعتبر أول تجربة سينمائية تاريخية له، وهو نفس الخوف الذي كان يعتريه لدى مباشرته أي عمل كسلسلة “ناس ملاح سيتي”، متحدثا عن تحدي تحوله من التلفزيون إلى السينما كمغامرة اتجاه الجمهور المتعود على رؤيته خلف الشاشة في أعمال فكاهية، لاسيما أن السينما تعتبر أصعب كون الجمهور هو الذي يتجه للفيلم ويقيم العمل وتقييمه يفرض نسبة الإقبال عليه ومستوى ومدى تقبله.

المعني كشف عن وجود العديد من الموزعين الأجانب الراغبين في تسويق الفيلم خارج الجزائر بعد أن يتم القيام بعمل جبار من أجل التسويق الداخلي للفيلم وهو ما يجب أن يتضاعف وبالتنسيق مع العديد من الجهات من أجل إخراج الفيلم إلى الدول الأخرى، متحدثا عن رغبته في استرجاع الثقة بين الجمهور السينمائي والعروض الجزائرية، وهي الرغبة التي تقف امامها عديد من العقبات حسبه مستطردا بالقول أن حدث الأمر خلال العروض الأولى للفيلم، بينما وفيما يتعلق بتوزيع الفيلم خرج الجزائر قال المعني أن الأمر يحتاج لجهود أخرى كاشفا عن تقدم موزع أمريكي منذ أشهر بطلب لتوزيعه والذي يتم التفاوض مع حول ذلك حاليا بهدف  خوض الفيلم غمار أكبر المسابقات والمهرجانات الدولية والعربية، مع أن كون الفيلم لا يملك حظوظا كبيرة في المشاركة لعدة اعتبارات أهمها أنه منتج 100 بالمئة من طرف الدولة.

هذا وأكد جعفر قاسم أن مجازر 8 ماي 45 غير مذكورة في الكتب المدرسية الفرنسية والأوروبية، وهو ما سبب صدمة وانبهار الممثلين الفرنسيين المشاركين في الفيلم خلال قراءة السيناريو في الكاستينغ بالمركز الثقافي الجزائري في فرنسا، حيث أصروا على المشاركة بطريقتهم الخاصة كجزء من الاعتذار عما اقترف في حق الجزائريين من طرف الاحتلال الفرنسي، مشيرا إلى القنوات الفرنسية كانت تظهر ما فعلته النازية باليهود الفرنسيين وغيرها على أساس جرائم حرب مع إغفال ما حدث للجزائريين من جرائم وهو ما دفعه للبحث لكتابة تاريخنا ومحاولة إبراز حالة العديد من الجزائريين الذين يجهلون مكان دفن أجدادهم لأن جثثهم أحرقت.

للإشارة فإن المخرج جعفر قاسم تحدث عن الانتقادات التي طالت الفيلم بسبب غياب اللهجة القالمية، حيث ذكر أنه  استغنى عن لغة الخشب التي كانت تستعمل في الأفلام الثورية السابقة وتم الاعتماد على عبارات عامة وعصرية لتقريبها للشباب والمراهقين الذين يجهلون تاريخهم ويحتاجون فهمه، كما أن “هوليوبوليس” ليس فيلما وثائقيا ليركز على اللهجة، بل فيلم جزائري بعيد عن منطق الجهوية وسيمثل جميع الجزائريين في مختلف المسابقات.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::