تعبث الشيزوفرينيا بأفكار الشّخص فتجعله شخصا ثانيا؛ عدوانيا، خطيرا،ازدواجيَّ العاطفة يعجز عن التعرّف عليه”.
ساعات بين الكتب
——-
كتاب خارج عن السيطـرة”شيزوفرينيا“
للكاتبة الشابة” سارة مادن“
بقلم– تونسي فوزية:
على رقعة شطرنج فارغة وبين سواد وبياض وجهها تتأرجح قطعة ملكها ” جون ” بين الأبديّة والعدم، يخشى التقدّم ويظلّ تراجعه هزيمة في وجه الخصم،لا الهروب يجدي قوة ولا البقاء مدجّج بالنّصر.
في مائة وخمسة وخمسين صفحة بأسلوبها الجميل تطرح الكاتبة موضوع “ الشيزوفرينيا“ التي يعاني منها بطلها في ستة وعشرين فصلا بعد التّقديم وبين متاهة الانتصار والتّيه حينما تكون الصّدمة سببا في اضطراب العاطفة لتصبح ثنائيّة القطب فتجرّده من عبودية العواطف، وتدفع به إلى نيران حرب نفسية وأخرى روحيّة طالبا غفران ذنب يرى نفسه بريئا منه باحثا عن انتصار فاشل .
بعد سنين من الرّسائل المتأرجحة واللقاء والوعود تحت سماء الرّومانسيّة يقفان على عتبة ليال عجاف كلّ يقضيها على حدة “انطوانيت و جون“ .
وفي لحظة فضول لمواجهة ومعرفة سبب فعلته هاته قبل هروبها وانسحابها كليّا من طريق رجل تراه نرجسيّا تجد نفسها متورّطة أكثر ومجبرة على الوقوف جنب شخص يعاني من اضطراب العاطفة ثنائي القطب يعرف أنّه مرض نفسي شديد ومزمن،يؤّثر على تفكير الشّخص وإدراكه وسلوكه،فيبدو منفصما عن الواقع يعاني أوهام، هلاوس واضطرابا في التّفكير.
تعرض عليه زيارة الطّبيب لتكتشف أنه يتعاطى الأقراص الزّرقاء. تطرح الكاتبة الموضوع من خلال مقال البروفيسور ” نوربرتهيرشون ” لتبيّن من خلاله خطورة تعاطي هذا النّوع من المهلوسات ونتائجه على صحّة الفرد.
صراعات ” جون ” الدّاخلية بين أن يكون ابن الرّجل الطيّب والممرّضة المعروفة أم حقّا هو المتبنى ابن الزنا والحانات مثل ما أخبرته إحدى متسكّعات الشّوارع. بعد فكّ لغزه قرّر الفرار بعيدا عن كلّ شيء ومن كلّ شيء ليعيش من منأحبّ .خطبها..تزوّجها واتّجه وإياها إلى فندق بأحد النّواحي التي كان يرجوها بعد اتفاق منهما على الانتقال لمنزلهما بعد السّابع من الأيام .
أمضيا معا أجمل أيّامهما وحزما أمتعتهما بحماس وتعطّش لحياة جديدة تنتظرهما اختارها الحب، يراها علاجه الفعلي والرّوحي والعقلي قبل الجسدي دون مهدئات ولا مسكّنات،وتراه مريضها التي وجب عليها مراقبة علاجه لتحرّك بذلك فكره وخياله فيحطّها محلّ شكّ ويدفع بها من الطّابق الخامس فيفلق رأسها لجزأين .
هي الكاتبة سارة مادن من مواليد سنة 1993 ولاية تيارت،تعمل أستاذة التعليم المتوسط مادة علوم الطبيعة والحياة،خريجة جامعة مصطفى اسطنبولي بمعسكر، كاتبة هاوية للقلم والأدب،شاركت بأعمالها الأدبية في عدّة مجلات، مؤلّفة رواية “شغف” الصّادرة عن دار يوتوبيا للنشر والتوزيع لسنة 2019
نقرأ لها :
فلتسقط كلّ القرارات الأنانيّة الصمّاء المجرّدة من العواطف والإنسانيّة التي تنتهي بإجحاف طرف أم الآخر في قانون الوفاء والمثاليّة ..
التعليقات مغلقة.