تعاني مدينة بئر العاتر ثاني تعداد سكاني بعد عاصمة الولاية نقصا في برامج مشاريع التحسين الحضري، وهو ما عبر عنه العديد من سكان المنطقة، مؤكدين بأنها بلدية محرومة من كافة أشكال التنمية، وأنهم يعيشون على وقع الإقصاء والتهميش بسبب عديد المشاكل التي مرت عليهم، إذ لم يستفيدوا من أي عملية تهيئة تساهم في دفع عجلة التنمية بهذه المنطقة إلى الأمام، ورغم أنّها تحمل في طياتها ثروة طبيعية ضخمة وتاريخها لا يستهان به.
إلا أن زائرها اليوم يقف على وضعية كارثية أسبابها عديدة منها الانتشار الكبير للبنايات الفوضوية واهتراء أغلب الأرصفة والطرقات وغياب الإنارة العمومية، ناهيك عن تفشي البطالة والقمامة المنتشرة هنا وهناك التي حولت جل أحياء المدينة إلى أكوام من الأوساخ والنفايات، تضاف إليها التسرّبات الواقعة بشبكات الصرف الصحي تثير استياء كبيرا لدى السكان من ذلك أحياء دون قنوات الصرف الصحي والوضع كارثي.
والزائر إلى بلدية بئر العاتر، يكتشف أنها تحوي على عدد كبير من الأحياء دون قنوات للصرف الصحي، حيث يستعملون الحفر لقضاء حوائجهم، أين تنبعث منها روائح كريهة في كل الاتجاهات، لتشكل محيطا ملائما لانتشار الأوبئة الفتاكة والأمراض بين المواطنين، وأصبح شكلها الخارجي عبارة عن مستنقعات من الروائح الكريهة مليئة بالحشرات التي تتسبب في نقل وانتشار الأوبئة والأمراض خاصة في أوساط الأطفال، الأمر الذي تسبب في حدوث أضرار نفسية ومادية بعد الإصابة بعديد الأمراض.
ومن بين هذه الأحياء حي المطار الذي يعد من أكبر أحياء المدينة وحي المجاهدين الذي بلغت به نسبة اشغال مشروع إنجاز قنوات الصرف الصحي 50٪ دون المشروع لم يكتمل لأسباب عديدة حسب تصريحات السكان إلى جانب ذلك تعاني المدينة أزمة مياه حادة ورحلة البحث عن الماء انعكست سلبا على حياتهم ودفعتهم للجوء إلى الصهاريج، لاقتناء الماء دون معرفة مصدره، وبأسعار جد مرتفعة لا تقوى عليها العائلات المحتاجة وأصحاب القدرة الشرائية المحدودة، وهذا إذا حالفه الحظ خاصة وأن العديد من بلديات الولاية تعاني من نفس الإشكال.
يضيف السكان، أن حي المطار المحروم من جميع مقومات الحياة، قد استفاد من مشروع شبكة توزيع الماء الشروب منذ أكثر من سنة، ولكن لم تصلهم لحد كتابة هذه الأسطر أولى قطرات المياه عبرها، دون معرفتهم للأسباب الحقيقية، مؤكدين أن تواصل الأزمة الخانقة وضعت العديد منهم على حافة الانهيار، خاصة منهم العائلات الفقيرة والمحدودة الدخل، والتي لا تقوى على التزود بالماء عبر الصهاريج غالية الثمن، كما يشكل غياب الإنارة العمومية بأغلب الأحياء جعلت السكان في معضلة حقيقية هي صورة أخرى لمعاناة سكان بلدية بئر العاتر، يرى من خلالها هؤلاء أن من بين النقاط السوداء بالمنطقة غياب الإنارة العمومية بمعظم الأحياء.
حيث تغرق الشوارع في ظلام دامس يؤرق تنقلاتهم، خاصة في الحالات الضرورية والحرجة، كالحالات المرضية أو خلال توجههم إلى المساجد، أين تحدث العديد من الشيوخ بأن أداء صلاة الفجر في المساجد أصبح حلم يراودهم لكنهم حرموا منها، بسبب اهتراء الطرقات وغياب الإنارة العمومية.
فيما تحدث مواطنون آخرون، بأنهم يتجنبون التنقل في الظلام الدامس بسبب انتشار مختلف الآفات الاجتماعية، وتجنبا للمشاكل اليومية التي يمكن أن تواجههم، ناهيك عن انتشار الكلاب الضالة التي أصبحت هي الأخرى تهدد الصغير والكبير.
وفي ذات السياق، أصبحت القمامة منتشرة بشكل فضيع في جميع أحياء المدينة مشكلة صورة بشعة، أثارت استياء السكان مطالبين السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل ووضع برنامج لرفع القمامة، مع إنقاذ المدينة من أخطار حقيقية على غرار التخوف من الإصابة باللشمانيا الجلدية، التي انتشرت بقوة ببلدية بئر العاتر خلال سنة 2020 أين تم تسجيل حوالي 1400 إصابة.
وقد صرح السكان في هذا الشأن بأن المواطن هو المتسبب الأول في الانتشار الكثيف للقمامة بشكل فوضوي دون اختيار الأماكن المخصصة لها، فيما تكون السلطات المعنية في المرتبة الثانية من خلال عدم رفع القمامة، مما أدى إلى الوصول لهذه الحالة الكارثية التي شوهت المنظر أكثر مما هو عليه بسبب غياب التهيئة.
التعليقات مغلقة.