سجلت المصالح الصحية لولاية تبسة خلال السنة الجارية 2023 حوالي 15 حالة جديدة مؤكدة مصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة وهو الرقم الذي اعتبرته ذات المصالح في تزايد مستمر مقارنة بالسنوات الماضية.
وحسب ما كشفت عنه الطبيبة أية حلايمية المسؤولة بمركز الكشف عن الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس والدم بالعيادة المتعددة الخدمات بفاطمة الزهراء بمدينة تبسة، فقد تم منذ مطلع السنة الجارية وإلى غاية 30 أكتوبر، تسجيل 15 حالة على مستوى ولاية تبسة ككل، حيث تم اكتشافها خلال تحاليل طبية مختلفة، منها التحاليل الخاصة بعقود الزواج، أو تحاليل خاصة بذات المرض يقدم على إجرائها مواطنون عن وعي بخطورة هذا المرض، حيث تم التكفل بـ 7 حالات علاجا ونفسيا، انطلاقا من عملية الكشف، ثم التأكد من الإصابة في معهد باستور.
وقد تم تحويل المصابين إلى ولاية عنابة لمواصلة العلاج وحسب ذات الطبيبة المسؤولة فان هذا المرض ينتقل فقط عبر الدم بنسبة 95 بالمائة عن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية، أو عن طريق نقل الدم دون تحليل مسبق، كما أن الوشم واستعمال إبر المخدرات لأكثر من شخص، من أسباب نقل هذا المرض، مشيرة أيضا إلى أن بعض الحالات المسجلة خلال السنوات الأخيرة سببها أدوات الحلاقة غير المعقمة وتعتبر من خلال الأرقام المسجلة أن ولاية تبسة سجلت نفسها خلال السنة الماضية بالأولى بين الولايات الشرقية من حيث عدد الإصابات بفيروس “الإيدز”.
وقد سجلت ولاية تبسة حوالي 102 حالة منذ تاريخ أول إصابة سنة 2017، وهي السنة التي سجلت فيها الجهات الصحية عددا مرتفعا مباشرة بـ 23 حالة، ثم تنخفض في 2018 إلى 14 إصابة و2019 بـ 12 إصابة، و2020 بـ 9 حالات، لتعود في 2021 للارتفاع خلال السداسي الأول بـ 10 إصابات ثم ترتفع في 2022 إلى 19 إصابة وسنة 2023 حوالي 15 إصابة.
للإشارة، فإن الجزائر تدق سنويا ناقوس الخطر بسبب تواصل زحف الداء القاتل، أو ما يعرف بمرض “فقدان المناعة المكتسبة، سيدا”، مخلفا بذلك أكثر من 17 ألف إصابة منذ تاريخ ظهور أول حالة سنة 1985، وبالرغم من أن نسبة الإصابة ضئيلة بالنسبة لباقي دول العالم، إلا أن هذا يشكل خطرا حقيقيا على المواطنين، ومن تنقل العدوى خاصة بين الأشخاص الذين ليسوا على علم بإصابتهم، وأحصت الجزائر السنة الفارطة 2022، حوالي 12 ألف حالة إصابة بداء السيدا منذ ظهور أول حالة سنة 1985، منها أكثر من 7000 امرأة وما يقارب 500 طفل دون سن 15.
وهذا حسب تقارير رسمية وأضاف ذات المصدر، أن النسبة المسجلة لا تعكس الوضعية الوبائية الحقيقية بالجزائر، باعتبار أن هذه الأرقام قابلة للزيادة بسبب عدم التصريح بالإصابة بداء فقدان المناعة لدى بعض الفئات التي قد تكون ناقلة للفيروس، وهو ما يبقى من أحد العوائق التي تعرقل نشاط الجهات الوصية قصد التكفل الجيد والكلي بالمرضى، وكذا عدم الإقبال على الكشف المبكر باعتبار أن الداء وصمة عار داخل المجتمع، خاصة وأن هذا المرض ينتشر عند الجنسين على حد سواء، حيث تعد الشريحة الأكثر إصابة هم الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 35 سنة.
التعليقات مغلقة.