قد يسأل سائل نفسه أو غيره فيقول:هل طالب الأمس الذي لبى النداء فوقف ونضال و ضحى بكل ما يملك من أجل الوطن،يتساوى وطالب اليوم الذي لا يكاد يفرق بين تاريخ وقف إطلاق النار،وعيد الاستقلال،ناهيك أن يعرف تاريخ الجزائر وكفاحها الطويل في سبيل استرجاع الاستقلال،أو تأخذه تلك الأنفة والعزة من أجل البلد والشعب،فيفعل ما يجب أن يفعل من تشييد وبناء،أم أن أمثال أولئك الأوائل هم قلة اليوم وليسوا بالحماس نفسه الذي كان عليه جيل نوفمبر رغم الأمية،لكن رغم ذلك لم يفرطوا ولم يتهاونوا على فقرهم وقلة حيلتهم ..؟
طلاب الأمس كانوا مضرب المثل في كل شيء رغم أنهم لم يكونوا في غالبيتهم إلا تلاميذ المرحلة الثانوية لم يبلغ أكثرهم سن العشرين وقلة منهم من عرف التعليم الجامعي،ومع ذلك لبوا نداء الوطن،فكانوا بالفعل سند معنويا قويا للمجاهدين في الجبال خاصة،لذلك اهتمت الثورة بهم فكونتهم شرقا وغربا،فكان منهم بعد الاستقلال الإطارات التي أفادت الوطن في إعادة البناء والتشييد ووضع اللبنات الأولى للدولة الجزائرية الفتية ..؟
لكن ما بال معظم طلاب اليوم،الذين وفرت لهم الدولة كل الوسائل وذللت لهم كل السبل من أجل الدراسة والبحث العلمي،ومع ذلك نجد قد تسلل الملل والكسل إلى نفوس الكثير منهم،فلم يعد يبالي لا بدراسة ولا بوطن،فكل ما يشغله اللهو واللعب وخاصة أخبار الرياضة ونجومها التي باتت شغله الشاغل..!
ولولا القلة القليلة من طلابنا المثابرين والمجتهدين الذين أثلجوا صدورنا،في الثانويات والمعاهد والجامعات لدب اليأس إلى نفوسنا،ولكن لا يخلو هذا الوطن االمفدى من الرجال وأبناء وبنات الرجال الذين أعادوا صناعة ملحمة أول نوفمبر الخالدة ولبوا نداء الواجب،والذي كان برهانه بالأمس،هو التوقف عن الدراسة خاصة بالمدارس الفرنسية وبالتالي إحراج فرنسا والالتحاق بالثوار يوم 19 ماي 1956 ،ففعلوا مثل أسلافهم،وهو ما نلمسه اليوم في جامعاتنا في ظل الجزائر الجديدة،وقيادة البلاد التي وفرت لهم العدة ورافقتهم من أجل العلم والابتكار..؟!
خليقة العقون
التعليقات مغلقة.