الحمامات الشعبية كانت بالأمس تعرف إقبالا كبيرا من طرف النسوة وكانت عادة لا تقبل التغيير بحيث تخرج المرأة برفقة أبنائها للتوجه إلى الحمام الشعبي الذي يقرب إلى مقر سكنهم ومع تراجع الإقبال عليها تقلصت لاسيما مع نزوح الكثيرين نحو حمامات البريستيج التي تضمن معايير متطورة للاستحمام والتدليك وغيرها وصارت مشاريع مهمة لدى البعض للاستثمار وتحقيق مداخيل وكان ذلك على حساب تلاشي الحمامات الشعبية القديمة التي بالكاد تضمن حوضا للاستحمام للوافدين وفق معايير بسيطة.
حدادي فريدة
على الرغم من الانتقادات التي كانت تسلط على الحمامات المعدنية الشعبية إلا أنها كانت خطوة أساسية لنساء الأمس بحيث يتهيأن ويهيئن أبناءهن للذهاب إلى الحمام بغية الاستحمام وفق معايير صحية تضمن الجو الملائم والساخن كما أنها كانت خطوة مهمة لكل عروس في أسبوع العرس وكان يوم الثلاثاء مخصص لذهاب العروس مع أقاربها إلى الحمام كعرف ملزم في أعراس الأمس.
الحمامات الشعبية تتلاشى
الحمامات المعدنية الشعبية كانت حاضرة بقوة بالأمس القريب وكان الإقبال عليها كبيرا لاسيما مع الهندسة المعمارية التي كانت تطبعها والأحواض العريقة وتنميقها بالرخام كما أنها تضمن الجو الدافئ والمياه المعدنية العذبة التي تعالج العديد من الأسقاموإمراض المفاصل لكن بدأ حضورها يتلاشى وصارت تعد على الأصابع في الوقت الحالي بحيث أضحى البعض يعزف عن الحمامات المعدنية الجماعية لعدة أسباب كالخوف من حمل الأمراض وكذلك أفعال السحر والشعوذة التي يقوم بها أصحابالقلوب المريضة والعياذ بالله.
تقول الحاجة فاطمة إن الحمامات المعدنية كانت بالأمس عرفا ملزما فكل امرأة كانت تحمل حقيبتها المملوءة بمستلزمات الاستحمام وتذهب إلى الحمام أسبوعيا خاصة وان ايجابيات الاستحمام في حمام معدني لا تعد ولا تحصى في أبعاد الأسقام والحصول على النشاط والحيوية.
كما كانت العرائس لا يفوتن عادة الحمام التي كانت مقترنة بيوم الثلاثاء بحيث تدعو العروس قريباتها وتذهب صبيحة الثلاثاء إلى الحمام في موكب بهيج على وقع الزغاريد والغناء وايقاع الدربوكة وتستمر تلك الأجواء إلى غاية الوصول إلى الحمام بحيث تكون أيضا على مستواه أجواء بهيجة وتربط العروس الحناء على صوت التقدام لسيدة كبيرة من العائلة فالحمام المعدني يحمل ذكريات بالأمس الا ان حضوره بدأ يتلاشى في الوقت الحالي وكان لا يكلف سوى 100 دينار للاستحمام لكن اليوم ظهرت حمامات بمعايير فخمة موجهة لطبقات معينة لاسيما مع تكاليفها المرتفعة تبعا للخدمات المقدمة على مستواها فالبساطة غابت عن كل شيء – تقول – محدثتنا.
الحمامات الفخمة تنافس
حمامات البريستيج الفخمة حلت محل الحمامات المعدنية القديمة التي كانت بحلة بسيطة بحيث ظهرت حمامات فخمة بمعايير وشروط ملائمة في استقبال الزبائن وضمان راحتهم بحيث أضحت ملحقة بأجنحة للتدليك وأضحت تقدم خدمات فردية في غرف خاصة بالاستحمام وعرفت تلك الأنشطة رواجا واسعا عبر الوسائط الاجتماعية وصار الكثيرون يفضلونها كمشاريع استثمارية وأضحت تلك الحمامات بمعايير عالمية من حيث الهندسة المعمارية ومن حيث الخدمات المتطورة التي تضمنها عبر قاعاتها وأجنحتها وتشهد اقبالا كبيرا وصارت تستقبل حتى العرائس رغبة في أحياء عادة حمام العروس التي غابت في الوقت الحالي الا ان الكل يشتكي من غلاء الخدمات عبر تلك الحمامات والتي قد ترتفع إلى 1500 دينار للفرد الواحد وهي مبالغ لا يقوى عليها الكل، وبذلك غابت الحمامات المعدنية القديمة التي كانت تجمع البسطاء بعد ان دخلت الحلبة حمامات راقية بمعايير متطورة تنتقي زبائنها والمحظوظ من يدفع أكثر.
التعليقات مغلقة.