برامج التوعية البيئية أصبحت ضرورة لتنشئة جيل محب للطبيعة
الخبيرة في مجال البيئة البروفيسور" فاتن الليثي " لجريدة "الراية
تؤكد الأكاديمية وأستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة 01 والخبيرة في مجال البيئة البروفيسور فاتن الليثي،أن الاهتمام بالبيئة أصبح ضرورة ملحة لتنشئة جيل محب للطبيعة إذ تحتاج البيئة إلى منظومة متكاملة تنطلق من غرس القيم و التنشئة الصحيحة للسلوكيات الصديقة للبيئة، وهي المهمة المنوطة بالعديد من الفواعل، بدء من الأسرة إلى المدرسة،كذلك دور كل من تنظيمات المجتمع المدني والإعلام البيئي من جهة.
ومن جهة أخرى تهيئة المناخ المؤسساتي والقانوني للاهتمام أكثر بمجال البيئة والمحيط ،من جانب أخر فإن مجال البيئة أصبح مصدر منتج للعمل بدرجة أولى عندما نقوم برسكلة النفايات يمكن خلق موارد عملية جديدة ويمكن أن تكون مصدر عمل عندما نخلق موارد جديدة على غرار الفلاحة، الصيد،إضافة الى المهن الخضراء، كل هذا مترابط مع بعضه ويؤكد ويثمن أهمية الموارد البيئية التي على ضوئها يمكن خلق موارد عمل بيئية جديدة وهناك العديد من الابتكارات البيئية.
اليوم نتحدث عن البيئة والتكنولوجيا، كما نتحدث عن التربية البيئية والتعليم البيئي هناك فرق شاسع بينهما ،التربية البيئية هي تهذيب السلوك وهذا تقوم به الأسرة،الحي المسجد،الجمعيات والإعلام،أيضا دور المسجد في توعية المجتمع بالمخاطر البيئية وضرورة التصدي لها وذلك بحث وتوعية المواطنين بضرورة المحافظة على البيئة من خلال القيام بمختلف حملات النظافة بين الأحياء،غرس الأشجار والاعتناء بالجانب الجمالي للأحياء وكذا المناطق السياحية التي يتردد عليها المواطنون فهي ملكهم جميعا.
ووجب عليهم المحافظة عليها ،أما بالنسبة للجمعيات أعتقد أن دورها يجب أن يكون أكثر فاعلية وملموس في المجتمع من خلال البرامج والأنشطة التوعوية والنزول الى الميدان ومتابعة قضايا البيئة من خلال الحملات التحسيسية المختلفة.
أما بالنسبة للتعليم البيئي في ما يدرج في المناهج الدراسية وهو من أنجع الطرق للحفاظ على البيئة، لما فيها من نشر مبادئ وقيم يترعرع عليها النشء الذي هو نواة المجتمع فمن تربى على المحافظة على البيئة سيكبر على هذا المنطلق لذلك نستطيع القول أن التعليم البيئي أصبح ضرورة قصوى.
ومن أهم السبل واقصر الطرق لتنشئة جيل محب ومحافظ على بيئته وواعي للمخاطر البيئية، كما أنوه في ذات السياق بالدور الريادي للإعلام خصوصا منه الإعلام البيئي والذي يتناول مختلف المواضيع البيئية من خلال الحصص التوعوية سواءا كانت مسموعة او مكتوبة او مرئية فالاعلام هو الوسيلة الاكثر نجاعة والاقرب الى الفرد للحفاظ على البيئة من خلال بث حصص تهتم بالواقع البيئي والمحافظة عليه وتتبع اخر مستجدات المؤتمرات الوطنية والدولية المعنية بشؤون البيىئة.
كما أن الإعلام البيئي له رسالة واضحة وهادفة في هذا المجال وهي تغيير السلوكيات، ونشر الثقافة البيئية، والتفكير في الأجيال المقبلة والمحافظة على مواردهم الطبيعية.
وهنا نشير إلى إن هذه الموارد تعيش حالة استنزاف على غرار الموارد المائية ومختلف الموارد التي تعود علينا بالفائدة، لذلك الإعلامي شريك فاعل وله دور هام في نشر التوعية والتركيز على أهمية المحافظة على الموارد الطبيعية لضمان الحياة ولضمان استدامة هذه الموارد للأجيال المقبلة .
التعليقات مغلقة.