) الناس اللي تحت( و ) الناس اللي فوق (عنوان مسرحية كنت قد قرأتها وشاهدت عرضها منذ زمن ليس بالقصير ،وهي كما يعلم المهتمون بعالم المسرح من تأليف المسرحي المصري الكبير “نعمان عاشور” ذو النزعة الاشتراكية التي تهدف إلى المطالبة بالعدالة الاجتماعية .
وقد كتب المرحوم هذه المسرحية أيام مرحلة التحول الاجتماعي بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر وتولي زمام الحكم أنور السادات الذي عرفت فيه مصر خلال السبعينيات الانفتاح الاقتصادي ،حيث فيها الكاتب المشاكل الاجتماعية والصعوبات الاقتصادية التي كان يعاني منها الشعب المصري آنذاك..؟
هذا وإن كان لم يحصل ببلادنا بالصورة التي كان يعيش عليها أهل الكنانة خلال حكم السادات وحسني مبارك ،فإنه من الناحية السياسية نكاد نكون أقرب إليهم ،فأصحاب رؤوس الأموال يريد أن يسيطر بعضهم على مقدرات الأحزاب خاصة منها الجديدة التي لن يكون في مقدور رجل العلم أو المثقف أن يحوم حولها لأنه بصراحة تامة العملية تتطلب أموالا ،والمثقف ورجل الفكر ليس من اهتماماته الأولى أو أولوياته جمع المال ،وإنما جل اهتماماته ينصب على الثقافة والعلم والفن ،ولهذا تجده أكثر خيال وأوسع صدر وأخلص مواطن ، يكتفي بالقليل من المال ،على عكس أولئك الذين ليس لهم من هم إلا جمع المال وبشتى الطرق والوسائل ،لا يهم المصدر،ولهذا فهم أكثر تبذيرا من غيرهم ،جاء بسهولة وينفق بسخاء نفس ، خاصة في مثل موقف يكون الهدف هو الوصول إلى قبة البرلمان و ما يشابه أو يكون قريبا منه ..؟
مثل هؤلاء الذين ترقوا سريعا في الحياة على عهد انفتاحنا الاقتصادي فطمعوا في كل شيء ،دخلوا الجامعات بدون شاهدات ،ثم تنتقلوا إلى المجالس المحلية ،فنالوا منها وطرا ،ثم انقلوا بسرعة البرق إلى ما هو أسمى إنه البرلمان ،ثم بعد ذلك طمعوا في الرئاسة فتهافتوا عليها كالفراش حول النور لكنها كانت نارا،والبقية تعرفونها ..؟ !
التعليقات مغلقة.