القانون الأساسي للتربية المنتظر الإفراج قريبا والذي يخص كذلك الموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية،والذي أمر رئيس الجمهورية مؤخرا بإعادة مراجعته،لا شك أنه هدفه بالدرجة الأولى“تحسين” التصنيف،وتخفيض الحجم الساعي حسب الأقدمية والسن،إلىجانب إعفاء أساتذة الابتدائي من الأعمال غير البيداغوجية،إضافة الى فتح مجال الترقية الأساتذة،والأستاذات للقيام بقيادة المؤسسات التربوية ..؟
هذا وقد أسدى رئيس الجمهورية توجيهاته بـ “التقييم والتقويم المستمرين لطبيعة المهام التي يؤديها المعلم كمربي وليس موظفا إداريا،كونه حاملا لرسالة ومكلفا بمهمة تكوين الأجيال”.. !
إن ما قام به رئيس الجمهورية يوم أمس،يعد سابقة تحسب له في عامه الثالث منذ انتخابه،حيث أسعد الكثير وطمئن آلاف من أهل التربية والتعليم على مستقبلهم،كما فعل ذلك في وقت سابق،حيث أقدم حينها على إجراء ” يتمثل أساسا في رفع الأجرة وقيمة التعويضات والمنح للمعلمين”حتى وإن كان الهدف والسعي أن يتساوى أجر المعلم بأجر تقني في الصحة لا أكثر،مع أن مهمة ورسالة المعلم أشق وأنبل..؟
إن مهمة المعلم باتت صعبة ومرهقة جدا ولا يقدر عليها إلا أولئك الذين آتاهم الله الكثير من الصبر ووهبهم حكمة،ومع ذلك لا نكبر فيهم تلك التضحيات التي لا يقدر على تحملها إزاء الأطفال الصغار الذين بلغوا سن الدراسة حتى الأولياء،نظرا لهرج ومرج الطفل في هذا السن والذي يتميز بكثرة الحركة وفوق ذلك يدخل المدرسة وهو لا يعرف شيء،فيعلم ويربى،مع العلم أن التعلم مسألة في غاية التعقيد والصعوبة،ولا يعرف معاناة المعلم وما يكابده من ضوضاء وتعب،إلا من خبر المهنة عن كثب.. !
هذا الإجراء الرئاسي السامي والقرار والهدف والذي يعيد للمعلم كرامته ويرفع من سمعته،والذي دعا إلى إعادة مراجعته وتفحصه،يحسب لرئيس الجمهورية ليس فقط من الأسرة التربوية وإنما من الشعب،ذلك لأنهاعتراف من القيادة السياسية بالمهام النبيلة للمعلم المربي الكبير للأجيال،وما تخصيص 5 أكتوبر من كل سنة كيوم وطني للمعلم،إلا جزء من الاعتراف بهذا الجميل..؟ !
خليفة عقون
التعليقات مغلقة.