المشاكل العائلية وراء انقطاع صلة الأرحام

39

المختصة في علم الاجتماع مونية برنوصي

فريدة حدادي

      أرجعت المختصة في علم الاجتماع مونية برنوصي، ظاهرة انقطاع الأرحام وسط بعض العائلات، رغم تمسّكها بدينها، إلى المشاكل العائلية التي تتحوّل مع مرّ السنوات، إلى كراهية وحقد، تجرّ قطع صلة الرحم، رغم أنّ الأمر محرّم في ديننا الحنيف، وأضافت أنّ بعض تلك المشاكل نابعة من أحداث عائلية، متعلّقة سواء بالميراث، أو الغيرة، أو الزواج العائلي، أو غيرها من المشاكل الأخرى، التي تجر مع الزمن الأحقاد والكراهية، وتتحوّل إلى رغبة في إيذاء الطرف الثاني، ما يؤدي إلى قطع الأرحام تماما.


وقالت المختصة إنّ هناك ظاهرة مخيفة أيضا تنتشر بين العائلات، وهي السحر، الذي أصبح لدى البعض وسيلة لإيذاء الغير، والغريب في الأمر أنّهم يمارسون طقوسه على أفراد عائلتهم، وسريعا ما ينكشفون وحينها تنتشر حالة من النفور وسط العائلة، وهي أكثر المشاكل التي تؤدي إلى التفرقة التامة بين فردين أو عائلتين.


   وأضافت برنوصي أنّ النميمة وسط النساء خاصة، هي عادة ما يفسد بين الأشخاص، إذ تمارسنها كهواية في وقت الفراغ، لاسيما عند مكوثهن بالبيت، ما يدفعهن للبحث عن افتعال مشاكل وتحريك “القيل والقال”، فكلمة بسيطة قد تؤدي إلى نشوب “حرب عائلية”، تتحوّل حينها إلى مشكل عام يتدخّل فيه جميع الأطراف ليس لفكّ الخصام بل أحيانا لزيادة الطين بلة لتتوسّع بؤرة الخلافات.


وأشارت محدّثة “الراية” أنّ ما تفتقد له الأسر خلال السنوات الأخيرة، هي “قائد الأسرة”، الذي كان يتواجد غالبا في جميع الأسر الجزائرية فيما مضى، وكان عادة أكبر العائلة سنا، يحترمه الكبير والصغير، وخاصة يهابه الجميع، ولكلمته ثقل لدى العائلة، وتأثير كبير، وإذا خرج بقرار لا يخرج عن حكمه أيّ فرد من العائلة، وكان يساهم في فكّ الخصام، ويلعب دور المصلح بين المتخاصمين، ويساعد في تهدئة الأوضاع وتوبيخ مفتعل المشكل، وبذلك يربط العائلة فيما بينها ويضمن صلابة روابطها، إلاّ أنّ هذا العنصر من العائلة اختفى تقريبا تماما، ولم يعد هناك من يحكم بين أفراد العائلة، سواء كانت عائلة فقدت جميع كبارها، أي أكثرهم حكمة.

  أو لسبب عدم إعطاء الأهمية من جيل اليوم لكبار السن، ممن لا يخافون من غضبهم أو ما يعرف لدى عاميتنا بـ«دعوة الخير أو الشر”، فكلّ يسير وفق هواه، ووفق ما يمليه عليه تفكيره حتى وإن كان خاطئا.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::