الفاتح ماي.. نضال وتضحيات !؟

5

الطبقة الشغيلة في العالم والتي سحتفلت يوم غد،وكعادتها بالفاتح ماي ككل سنة،أعادت للذاكرة العمالية المكافحة من أجل الكرامة وعدم الاستغلال،تلك الجهود التي كتبت بأحرف من نار ونور في سجل الطبقة العمالية التي ناضلت واتخذت من الإضراب وسيلة للمطالبة بتحديد ساعات العمل في اليوم ..؟

                  كانت المبادرة من عمال أستراليا الشجعان الذين قاموا بالتوقف عن العمل ليوم واحد،بهدف تحقيق مطلب واحد ألا وهو العمل ثمانية ساعات في اليوم،و قد حدث هذا سنة 1856 وكان من المقرر أن يكون هذا الاحتجاج  يوم 21 أفريل.. !

                غير أنه بعد ذلك قرر العمال بالولايات المتحدة الأمريكية وبعد سلسلة من الإضرابات بدء من سنة 1886،تخصيص يوم الفاتح من ماي من كل سنة للاحتفال بيوم الشغل والطبقة الشغيلة،وكان لها ذلك بالفعل ما أرادت، ففي سنة 1890 تحقق حلمهم،حيث احتفلوا بأول ماي كعيد للعمال،كما أفتكوا فيه أيضا تحديد مدة عمل بثماني ساعات..؟

                ومن أستراليا وأمريكا ثم إلى أوروبا التي عرفت بها أقوى الحركات النقابية العمالية انتقلت هذه المباديء  والمطالب العمالية إلى باقي البلدان ومنها الجزائر وبلدان المغرب العربي ..؟

              وقد كان للعامل الجزائري الذي عرف أبشع استغلال إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر،حيث كان المعمر الذي استولى على خيرات البلاد يشغله طوال اليوم وجزء من النهار،وخاصة الذي يعمل في المزارع والمناجم،مقابل أجر زهيد لا يكفي لسد رمق عياله الجياع المرضى..؟

               لكن أمام هذا الاضطهاد والتنكيل والتجويع والترويع الذي كانت تمارسه الإدارة الفرنسية تجاه الغالبية الكبرى من الشعب الجزائر،كانت الثورة التحريرية وكان رجالها من الطبقة العمالية الواعدة والمؤمنة بضرورة استقلال البلاد وإعادة الكرامة للعامل الجزائري..!

              ومن هنا برز البطل عيسات إدير ورفاقه الأبرار،حيث كان لهم موعدا مع القدر،والذي أعدهم ليكونوا في مقدمة الرعيل الأول من العمال المدافعين عن الوطن والمواطن،وقد تحقق لهم ذلك فنالت الجزائر حريتها،وعاد للعامل الكثير مما فقد،والنضال مازال مستمرا،والله أكبر على كل ظالم متجبر..؟!

خليفة العقون

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::