لاشيء بات يشدك إليها كما عودتنا أيام زمان ،فحتى تلك المسلسلات المختارة والحصص من أمثال “تاج القرآن “قد غابت أو خبأ وهج بعضها ،حيث كان من المفروض أن تكون برامج التلفزيون الجزائري العمومي كبقية التلفزيونات في البلدان العربية والإسلامية مميزة جدا خلال هذا الشهر الكريم ، ولكن المتتبع ولو من بعيد يلاحظ أن التلفزة الوطنية
لم تكلف نفسها العناء الكثير لتلبية مختلف أذواق الجزائريين، من حصص وبرامج متنوعة، حيث بدت الشبكة البرامجية الخاصة برمضان عادية جدا ولا يميزها عن بقية الشهور إلا بإضافة بعض الحصص أو مسلسلات ، في حين غابت ما يميز التلفزيون الجزائري من حيث الكم والنوع ما كان عليه في السنين الماضية ،حين كان يشد العائلة والمشاهد الجزائري إليه، ليس فقط بما يختار ويقتنيه من السوق الدولية من مسلسلات وبرامج مختلفة ، ولكن بما يقدمه من إنتاج وطني جزائري خالص..؟
إن التلفزيون هو الواجهة الخارجية للمجتمع وهو المعبر عن تطلعات الأمة وأمالها وهو يعكس تلك المجهودات التي تقدم من جميع فئات الجماهير المختلفة كل في مكانه،بشرط أن تتاح الفرصة للمساهمة وأن يفتح هذا الجهاز الإعلامي الكبير أبوابه لكل مقتدر..؟
لقد هجر معظم المشاهدين التلفزة الوطنية بالرغم من وجود ست قنوات، ولم يعد يشاهد منها في الغالب إلا نشرة الثامنة لمن يهمه الأمر، والبقية اتجهت إلى الفضائيات العربية والأجنبية، لتنوعها ولتقديمها الجديد المنافس ولجديتها في طرح القضايا والمواضيع التي تهم جميع الفئات العمرية ،إلى جانب تخصص البعض منها ،سواء دينيا أو إخباريا أو وثائقيا..؟
رجائي أن تستدرك تلفزتنا الوطنية الأمر وأن تنتبه إلى مشاهديها وما تقدمه لهم ، خاصة وأن هناك مجال واسع يتمثل في تعدد القنوات وإن كانت في الحقيقة هي واحدة ،وهذا بإعادة الهيكلة وتوظيف من يملك المقدرة ،وإن لم يكن هذا قريبا فستجد تلفزتنا نفسها بأقلية قليلة من المشاهدين..؟
التعليقات مغلقة.