الغرب بجميع أشكاله وألوانه واتجاهاته في الأخير لا يريد من الشرق إلا ثرواته ونهب خيراته ما ظهر منها وما بطن وفي مقدمة ذلك البترول والعقول، وغير هذا لا يهمه من الأمر شيء يذكر،ذلك لأن الغرب في الأخير هو براجماتي يبحث عن مصالح شعبه يتعامل مع الواقع وهو كما يقول مثلنا الشعبي “مع الواقف” الذي بيده مقاليد الحكم..؟
وقد رأينا مثلا أمريكا وفرنسا وكيفية تعاملها إلى آخر لحظة مع الانتفاضات الشعبية في كل من تونس ومصر، وأن ما تقوم به خاصة الولايات المتحدة تجاه ما يجري من أحداث أليمة في ليبيا وسوريا واليمن والمواقف التي تصدرها كل يوم منذ اندلاع الحوادث في البلدين المذكرين دليل على أنه ليس للغرب قلب، وإنما عقل يدبر ويخطط وقد يطيح إذا توفرت له الشروط.. !
اليوم والغرب ينادي بإعطاء الحرية والاستجابة لنداء الشعب الذي يطالب به وقد اتخذ من الشارع بيتا ومن الشعارات غاية يرفعها أمام الملأ والرأي العام العالمي ، وهو ما تدعمه واشنطن وباريس على الخصوص وتتحمس له كثيرا، بل وتلح على ضرورة أن تحصل جميع الشعوب خاصة المنادية بالحرية والكرامة ،وهي بهذا تود أن تقول أن حصول شعب ما على حرية الرأي والأعلام والعبادة وتشكيل الأحزاب والنقابات ، قد بلغ منبع الديمقراطية التي سوف ينهل منها ما يشاء.. ؟
وهذه أكبر مغالطة فالحرية لا تعني الديمقراطية ولا تساويها فلكل منهما مجاله ومداه وغايته ، فالديمقراطية أوسع وأعمق مما نتصور وهي أكثر شمولية وأوسع وأرحب من الحرية التي قد ينحصر مجالها في قضايا معينة وقد تكون فردية أكثر منها جماعية.. !؟
الشعوب العربية التي ثارت والتي لم تثر في حاجة إلى الديمقراطية شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة نفسها التي تحسب على أنها أم الديمقراطية وهي في الحقيقة نظام جمهوري به حريات واسعة لم ترق بعد إلى الديمقراطية..؟ !
التعليقات مغلقة.