الثقافة في برامج مترشحى الرئاسيات..؟!

35

يقولون ويرددون،مقولة تكاد أن تذهب مثلا”ليس بالقمح وحده يحيا الإنسان”،وفعلا أن القمح أو الخبز وما شابههما،لم يعود الغذاء الكافي والوحيد الذي يستهله ويجتهد في البحث عنه من قبل الإنسان السوي المتكامل النشأة والتكوين، في البلدان النامية والمتقدمة،فكل ذلك بات من الكماليات وليس من الضروريات للحياة والعيش..؟

                   إن برامج المترشحين لم تخرج في أغلبها عن الكلام العام والخطب الشعبويّة،فهي تركز على الجانب الاجتماعي دون وضع آليات لتجسيد الوعود،في شبه تناسي ولو مؤقتا للجانب الثقافي،إضافة إلى غياب نموذج اقتصادي واقعي،قد يطرحونه أو ينطلقون منه لتجسيده واقعا يلتف حوله المجتمع بجميع أطيافه..!

             لذلك لا تبتعد كثيرا قراءات المختصين لبرامج المترشحين بمختلفأبعادها،ومقارباتهم للمرحلة المقبلة،حيث يعتقد الكثير من المهتمين من المثقفين وأصحاب الرأي،بعدم وجود تباين كبير بينهم،وإن كان برنامج المرشح الحرأكثر واقعية وشمولية،ولكن من الناحية إعطاء اهتماما خاصة للثقافة ومكانتها في المجتمع ،يكاد يكونون سواء..؟

                     فالاهتمام بالثقافة والمثقف في برامج هؤلاء الثلاثة لم تتضح بعدُ،وعمر الحملة قد انقضى منه نصفها،خاصة وأنّ البداية كانت باهتة في ظل رفض شريحة معينة للانتخابات،باعتبارها امتدادا لمشهد سياسي سابق،وتكرارا لما هو مكرر وإن كان الهدف إحداث القطيعة مع الماضي،وهي بالتأكيد قطيعة اقتصادية وسياسية..!

               والسؤال المحير الذي قد يتردد بعض المثقفين في طرحه هل ستجيب انتخابات الرئاسة القادمة لتطلعات مثقفيها وشبابها الذين يشكلون الغالبية،أم ستكون محطة روتينية في أجندة سياسية،يجري فيها وضع الورقة في الصندوق،فقط لا غير..؟

               والمتتبع ولو من بعيد لحملا تهم،أن المرشحين الثلاثة،الرئيس المنتهية ولايته تبون،والإسلامي شريف حساني،والمعارض اليساريأوشيش،يدرك منذ بداية حملة الاستحقاق،اختاروا القضايا التي تجلب اهتمام الناخبين،وتشجعهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع بكثافة،لكن كلها اجتماعية لا تخرج عن كونها في النهاية وعودا سياسية..!

              لذلك أبرز ما في خطاباتهم الدعائية خمس مواضيع أساسية،تحسين القدرة الشرائية،وتوفير مناصب الشغل،وتطوير التعليم،وتحسين الخدمة الصحية،وتوفير والسكن،وهذا ليس غاية كل مواطن أو مهتم بعالم الثقافة..؟ !
خليفة العقون

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::