يتقاسمها الشباب والشيّاب
لازالت مهنة الإسكافي حاضرة بقوة عبر الأزقة والأسواق الشعبية التي تعبق برائحة زمان بحيث تصدح الشوارع بصدى مطرقة الإسكافي وهو يدق المسامير لإصلاح الأحذية والاسترزاق وتكون نغمات متواصلة تلحق مسامع المارين فهي حرفة شريفة للاسترزاق تقاسمها الشباب والشيّاب وكانت مصدر استرزاق الكثيرين فمهما بلغنا من التطور إلا أن الحاجة إلى الإسكافي لا تغيب ويبقى حاضرا بقوة للعمل والكد وكسب لقمة العيش بعرق الجبين.
حدادي فريدة
هي مهنة يتهرب منها البعض شئنا أم أبينا إلا ان البعض خاض غمارها بكل عزيمة وإرادة مادام أنها مهنة شريفة وكسبها حلال في ظل انعدام فرص العمل وبعد ان كان معظم ممارسيها من الشيوخ والكهول احترفها حتى الشبان ووجدوا فيها مصدرا للاسترزاق لاسيما وأنها خدمة لازالت مطلوبة من طرف الزبائن فيحدث وان يتمزق الحذاء أو يحتك الكعب فتكون الوجهة إلى الإسكافي لإصلاحه.
حرفة لا تزول
لازالت حرفة الإسكافي كحرفة عريقة في مجتمعنا تجابه لأجل البقاء لاسيما وانها لازالت مطلوبة على الرغم من ازدحام السوق بالأحذية المتنوعة المحلية منها والمستوردة الا ان العودة إلى الإسكافي تكون لدى البعض ضرورية لترقيع الحذاء بعد استعماله وإعادة شكله الأصلي.
نجدهم منتشرين عبر الأحياء والأزقة والأسواق الشعبية يتخذون من الأرصفة مكانا لعرباتهم المخصصة في تصليح الأحذية التي تضم وسائل مستعملة في حرفتهم على غرار المطرقة والمسامير وغيرها إلى جانب كومة من الأحذية التي تنتظر التصليح اختاروا تلك الحرفة في زمن تقل فيه فرص العمل لتحقيق مداخيل تحفظ كرامتهم ويرون ان العمل عبادة وأفضل من مد اليد والتسول.
وبعد ان كانت الفئة العمرية التي تمارس الحرفة اغلبها من الشيوخ انضم إليهم شباب باتوا يمارسون حرفة الإسكافي التي وجدوا فيها مداخيل لا بأس بها في ظل تردد زبائن كُثر عليهم.
مصدر للاسترزاق
اقتربنا من بعض ممارسي الحرفة على مستوى بعض الأزقة والأحياءفي الجزائر العاصمة فوجدناهم شبابا وشيوخا اجمعوا ان حرفتهم مثلها مثل أي حرفة نبيلة وشريفة يسترزقون منها حلالا وهي افضل بكثير من البقاء بدون عمل.
يقول رضا انه يمارس الحرفة منذ عام فبعد وفاة ابيه رفض ان تزول الحرفة وتُهجر عربته التي عُرف بها في الحي واكتسب زبائن يحبونه ومن ثمّة قرر محدثنا ان يمتهن مهنة ابيه رحمه الله وبالفعل استمر نفس الزبائن يترددون عليه بالنظر إلى الخدمة التي كان يقدمها أبوه ويتذكرونه دوما بأفعاله الطيبة وخصاله الحميدة ووفائه لحرفته بحيث كان يحرص على إرضاء الزبائن وسار ابنه على نفس الدرب مثلما اخبرنا به.
مجموعة تتكون من ثلاثة شبان اختاروا هم أيضا فتح محل لممارسة نشاط إصلاح الأحذية بحيث دعّموا المحل بوسائل وآلات مخصصة لذات الغرض وتفانوا في الحرفة بسبب الإقبال الكبير عليهم من طرف الزبائن لإصلاح أحذيتهم واجمعوا على أن المداخيل هي جيدة والحمد لله كما قال سفيان احد هؤلاء الشبان بحيث عبر بالقول إنه في الوقت الحالي وجب عدم الاستكبار على أي مهنة شريفة مادام ان مداخيلها حلال بعيدا عن كل الأمور المحرمة بحيث امتهنها هو وصديقاه بكل رغبة وإرادة وخرجوا من قوقعة البطالة التي خنقتهم لسنوات والآن فتحوا المحل منذ أربع سنوات ويعملون بكل حزم ويتهاطل الزبائن عليهم من كل حدب وصوب خاصة وأنهم يتقنون عملهم ويأخذ الزبائن أحذيتهم في حالة جيدة بل احسن من الأول على حد قوله.
هي حرفة عُرفت منذ زمان وليست وليدة اليوم مداخيلها فتحت بيوتا وربّت أجيالا فالأيدي المسودّة بالغراء وصدأ المسامير هي أياد شريفة شعارها التفاني في العمل للاسترزاق وكسب لقمة العيش.
التعليقات مغلقة.