شهدت العاصمة وعدد من ولايات الوطن أمس الجمعة تنظيم مسيرات شعبية سلمية مطالبة برحيل كافة الرموز القديمة للنظام قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر المقبل, رافعين شعارات تصب اغلبها في هذا المنحى.
وتميز الحراك الشعبي في جمعته الـ 34 على التوالي بتوسع المطالب لتشمل رفض مشروع قانون المحروقات المنتظر طرحه لاحقا و الدعوة في نفس الوقت إلى إطلاق سراح الموقوفين خلال المسيرات السابقة والإفراج عن “معتقلي الرأي” فضلا عن “الإسراع في إجراء التغيير المنشودة قبل موعد تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة وإرساء دولة الحق والقانون واستقلالية العدالة” إلى جانب لافتات معتادة تصب في إطار تكريس وحدة وتلاحم الشعب الجزائري والتمسك برفض محاولات التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للجزائر, ناهيك عن التأكيد على الطابع السلمي للمسيرات الشعبية.
و على غرار الجمعات التي سبقت ، كان لموضوع محاربة الفساد و محاسبة المتورطين وجود قوي، مع التأكيد على عدم الاكتفاء بمعاقبة الفاسدين بل العمل على استعادة الأموال المنهوبة من قبلهم ، عبر شن “حرب حقيقية دون هوادة”.
وكما يتردد بين الشباب ومهما كان فإنه تعد عبارة”خاوة خاوة” من أبرز العبارات التي ترددت على مسامعنا من مستجوبينا من بعض شباب الحراك الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية نشر الوعي السياسي بتثمين الحوار فيما بينهم حول الأفكار التي تقرب ولا تفرق رغم اختلافها عبر خلق صفحات في الفايسبوك.
وكما قلنا فإن شعارات “الشعب خاوة خاوة” “سلمية سلمية” تداولناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ترسخت في نفوس الجزائريين، بإختلاف مستوياتهم وأعمارهم من أجل لم الشمل بالحوار حول مختلف الأفكار والآراء، في أي وقت ، ودون قيود هو ما أكده لنا بعض شباب الحراك الذين أبحرنا معهم في صفحاتهم لنتعرف عليهم عن كثب وعلى تجاربهم الافتراضية التي ترجمت على أرض الواقع.
ورغم ما يقال هنا وهنالك من إن الحراك متواصل ولن يفشل ،فإن الزخم الذي عرف عليه في بدايته وفي شهوره الأولى حيث عرف بعنفوانه واندفاعه ،قد أفل بشكل ملحوظ مما دعا الملاحظين إلى القول ،أن الحراك ربما فشل في تحقيق مطالبه كما يريد ،وربما ستكون الانتخابات الرئاسية المقبلة هي أقصى طموح شباب الحراك ،لكن سوف نترك كل ذلك للأيام المقبلة حبا في استقرار وحفاظا على أمن المواطن.