اشتكى سكان منطقة القراح التابعة إقليميا لبلدية أولاد رحمون بولاية قسنطينة من وضعية قاعة العلاج الوحيدة المتواجدة بالمنطقة، والتي أصبحت في حالة كارثية وبحاجة إلى تهيئة وإصلاح لما تعانيه من نقائص كبيرة في التأطير والتجهيز والخدمات، حيث يلخص وضع القاعة بالمأساوي بسبب العجز عن تغطية المنطقة وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين الذين يتجاوز تعدادهم حوالي 13 ألف نسمة، يجبرون غالبا على التنقل لمناطق مجاورة بغية تلقي العلاج.
وتؤطر قاعة العلاج بمنطقة القراح الواقعة ببلدية أولاد رحمون بولاية قسنطينة طبيبة واحدة وطبيب أسنان بالإضافة للمرض وعون أمن، وتستقبل يوميا أزيد من 150 مواطنا محتاجا للفحص والرعاية الطبية، في ظل غياب التجهيزات ووسائل كالعمل كمقياس ضغط الدم والأدوية اللازمة للتطعيم والتلقيح للرضع ومتابعة للأمراض النساء والأطفال، بينما لا يمكن للقاعة المذكورة أن تستوعب أكثر من 4 أشخاص في وقت واحد بسبب ضيقها وعدم صلاحيتها للعمل، لاسيما خلال هذه الفترة الحرجة، فيما تعاني في ذات السياق النساء الحوامل من قاطنات المنطقة الأمرين أثناء فترة الحمل والوضع بسبب غياب أخصائية للمتابعة أو التوليد، حيث يجبرن دائما للتنقل خارج القرية في وقت تغيب سيارة الإسعاف التي يمكن لها أن تنقلهن عند الضرورة بشكل مريح، وهو الأمر الذي يدفع ببعضهن للوضع بطرق تقليدية من المفترض أنها مظاهر انقرضت منذ زمن.
هذا وبالإضافة لمشاكل النساء الحوامل فإن غياب التغطية الصحية الجيدة بمنطقة القراح يبرز خاصة أثناء الحوادث والاستعجالات، والتي يتفاقم الوضع خلالها حين يجد أهالي الضحايا أنفسهم مجبرين على التوجه لسيارات الفرود نحو بلدية الخروب والتي تصل تكاليفها لـ1000 دج نهارا وتتضاعف ليلا، دون الحديث عن الخسائر في حال التوجه لمستشفى قسنطينة الجامعي.
التعليقات مغلقة.