سكان القطب الحضري “حملة 3” يعيشون كابووووسا يوميا وهم يتنقلون من مساكنهم بحملة إلى مدينة باتنة ،بسبب حافلات النقل القديمة التي يعود عهدها إلى سنوات مجد المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية (سوناكوم) والتي وصفها الكثير من الركاب بـ “صناديق الموت المتنقلة”،التي كان يفترض أن تبدل وتجدد بأخرى تمتاز بالأمان والإحساس بالراحة حين التنقل،لكن كل ذلك لم يحن الحديث عنه عند هؤلاء أصحاب الحافلات أو لدى من رخص لهم باستغلال الخط.
هذا من جهة ومن جهة أخرى يبقى المواطن في صراع يومي ومستمرا مع سائق سيارة الأجرة سببه الجشع والطمع والغلاء الذي يفرضه عليهم لقلة هذه الوسيلة ولأنه بسبب كورونا فإنه لا ينقل إلا شخصين بثمن أربعة أشخاص،مما يمكن القول أن التنقل من حمل3 خاصة يمكن اعتباره مأساة حقيقية،فزيادة على إهدار وقت المواطن وانفلات أعصابه إنهاك واضح لجيوب سكان هذا القطب دون مبرر ودون وجهة حق.
لذلك المواطن يتساءل بحرقة ..أين الرقابة اليومية ،والأهم في كل ذلك أين المسؤولين المباشرين عن القطاع وعن أرواح الناس،حيث في عز تفشي وباء كورونا حافلة قديمة مزدحمة بل تمتلء عن آخرها ولا أحد يوقفها أو يساءل صاحبها عما يفعل ،قطاع يكاد يكون مهملا ميدانيا،والدليل تلاعب أصحاب المركبات دون وازع أخلاقي أو رادع قانوني بحياة المواطنين من أطفال وشيوخ ونساء،والمهم عنده جمع المال في غدوه ورواحه..؟
واقع النقل العمومي في باتنة، ليس بخير كما يظهر للبعدين عنه ولا يستعملونه يوميا، فالمواطن المتنقل بواسطة هذه حافلات النقل التي كما أسلفنا الرابطة بين حملة3 ومدينة باتنة، يعيش يوميا كوابيس ومشاكل كثيرة انجرت عنها أمراض نفسية و جسدية نتيجة التزاحم والاكتظاظ والشجارات يومية .
فرغم الحلول التي المعتمدة من الجهات المختصة ومخططات التسيير والتهيئة الحضرية على مستوى مديرية النقل، يبقى الجزائريون يعانون من وسائل التنقل من مكان إلى مكان آخر، سواء داخل الحافلات لاهتراء نسب كبيرة منها، ولغلاء التنقل بواسطة سيارات الأجرة، ولكثرة الازدحام المروري الذي يخنق مدينة باتنة ،خاصة أحياء بوعقال و تمشيط وكشيدة وما جاورهم و بالخصوص القطب الحضري ” حملة 3″.
إن مشاكل النقل بهذا القطب المزدحم سكانيا لم تجد آذااانا صاغية رغم محاولات قاطنيه التي تكررت في إرسال رسائل وتقديم شكاوي للسلطات المعنية إلا إنها تهمش ولا يلقى لها بالا، وفي كل مرة تنتظر الوعود التي شبع وملى منها المواطن البسيط الذي هو في صراع مع وسائل النقل يوميا دون حلول ،وأن ما أعد من مشاريع ولائية تبقى بدون رؤية بعيدة المدى خاصة النقل بالحافلات داخل المدينة والمناطق الحضرية و أيضا بين الدوائر .
لا شك أنّ مديرية النقل بطريقة أو بأخرى أمام هذه الأزمة ،عاكفة على تطوير النقل العمومي ،نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في الحد من معاناة المواطن اليومية والوصول به إلى راحته، زيادة على ذلك تقليص فاتورة سيارة الأجرة التي قد يدفعها في ظرف من الظروف للسائق ، وقد يكون ذلك مرارا ولكن حين يتحتم عليك الأمر و تسقط له فريسة لينقلك من نقطة إلى نقطة بسعر يفوق ميزانيتك اليومية ، بسبب عدم اعتماده على التسعيرة المحددة من طرف وزارة النقل لسائقي الأجرة .
كل شيء وارد في المدينة مع سائقي الطاكسي، ولكن مع سائقي النقل العمومي، الدفع ولو أنه رمزي و قليلا عند البعض غير أنّ الراكب يعيش كابوسا حقيقيا، ولو أنها رحلة قصيرة من حيه إلى وسط المدينة أو إلى بعض أطرافها،وكل ذلك يتطلب الآمان والحذر زيادة على التباعد والتعقيم الذي في كثير من الأحيان لا يطبق.
التعليقات مغلقة.