أصحاب المرتبات الهشة يعيشون كل يوم بيومه ….

24

مايقارب ثلث عمال الجزائر على أعتاب الفقر بسبب رواتب هزيلة

عمال في مختلف القطاعات ومتقاعدون وحتى صغار التجار يشكون مؤخرا غلاء المعيشة، وتدهور قدرتهم الشّرائية.. فإذا كان هؤلاء وبمرتباتهم المتوسطة والمقبولة ويتذمّرون، فماذا يقول موظفو الشبكة الاجتماعية وعقود ما قبل التشغيل

حدادي فريدة.

       يؤكد  مواطنون أنهم يصرفون وفي جولة تسوّق واحدة، غالبا ما يناهز 5000 دج، بين مواد غذائية استهلاكية أساسية، واحتياجات الأطفال، ويرتفع المبلغ في حال تواجدت وصفات دواء.. فإذا كان هذا المبلغ يصرفه رب أسرة يتلقى أدنى راتب شهري، يتراوح بين 35 ألف و45 ألف دج.. فماذا عن يوميات مُوظفي عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية التي تتراوح مرتباتهم الشهرية، بين 4 آلاف دج إلى 15 ألف دج فقط؟؟.

سؤال طرحناه على احد  الموظفين ضمن هذه الصّيغ، السيد” أمين في 45 من عمره من ولاية باتنة والد لطفلين، يبلغان على التوالي 5 سنوات وعامين، ويقطن مع والديه وإخوته، والأخير تزوّج في سن الـ 41 سنة بسبب تكاليف الزواج الباهظة، أو كما قال لنا ” تزوجت بعدما ساعدني أصدقائي وأحبابي”.

       محدثنا يشتغل ضمن عقود ما قبل التشغيل، منذ قرابة 13 سنة وبمرتب لا يتجاوز 15 ألف دج شهريا.. و كيفية إنفاق هذا المرتب الضعيف، أخبرنا بأن نصف المرتب أي 7500 دج، يذهب لشراء الخضر مرة أسبوعيا من سوق شعبي خاصة بعد الارتفاع الفاحش والمفاجأ الذي شهدناه  مؤخرا ، وبعض البقوليات التي ارتفع ثمنها هي الأخرى . أما الفاكهة فإذا وجد في السوق نوعيّة رديئة قليلا ومنخفضة الثمن فيمكن اقتناء القليل منها ، وأحيانا يشتري الخبز يوميا أو كيس فرينة 50 كلغ ولكن من النوعية الرديئة.

      وبحسبه أصحاب المرتبات الهشة يعيشون كل يوم بيومه فيمكن أن نجد اليوم أكلا وغدا لا نجد شيئا
ويؤكد محدثنا أن مرتبه لا يبقى أكثر من 15 يوما، وفي حال مرض أحد أفراد عائلته الصغيرة، فالمرتب يتبخر في يوم واحد، ويمضي بقية الشهر بالسّلف ، أما عن الملابس فلولا وجود ملابس وأحذية الشيفون لما وجد أولادنا ما يرتدونه.. وللأسف، حتى الشيفون ارتفع ثمنه مؤخرا نجد اغلب “محلات بيع الشيفون كما يقال بالعامية “أغلقت بسبب جائحة كورونا ، وصارت أثمان القديم  تنافس أسعار الملابس الجديدةو الأغلبية  يقومون  بامتهان مهن معينة  لتدبير المصروف  اليومي لإعالة  أسرهم.

    لا نزال نعيش بأدنى المرتبات في الجزائر.. وهذا الواقع الأليم ،  اغلبهم اشتغل  لسنوات طويلة بكل نزاهة وصبر وبمرتب زهيد، ودفع  ذلك من عمره وشبابه، وعلى حساب سعادة أطفاله تعيش هذه الفئة معاناة حقيقية، متمسكين بخيط أمل رفيع.

  القدرة الشرائية للجزائريين تدهورت لعدّة أسباب، أهمها غلاء 85 بالمائة من المواد الأولية بالسوق الدولية، وتدني الرواتب الشهرية، وسيطرة الظواهر، على غرار الرشوة والمحسوبية بسوق العمل، إلى درجة أن بعض العائلات أصبحت تعيش على الخبز والحليب فقط،  و كثيرا من الموظفين والمتقاعدين باتوا يلجؤون إلى مهنة ثانية، لضمان عيشة مستقرة.

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::