هذا “اليوم الوطني للصحافة” الذي احتفينا به يوم أمس والذي يصادف تاريخ صدور أول عدد من جريدة “المقاومة الجزائرية” عام 1955،والثورة التحريرية على أشدها،يستحق منا أكثر من وقفة.. !
فهذا النفاق الدولي تجاه ما يحدث من تقتيل وتدمير غير مسبق،في قطاع غزة بل في كل فلسطين وفي لبنان الصامد،وقد يتجه إلى جهات أخرى يرى الكيان الصهيوني،أنه عدوا له،والحقيقة أن كل الوطن العربي عدوا له دون استثناء..؟
فتحية حارة إلى هؤلاء الأبطال وتحية إجلال وإكبار أخرى إلى أرواح أطفال ونساء وكل فلسطين الجريحة،التي يجب أن تتلقى من الأشقاء أكثر من التأييد المعنوي،الذي لم نجد غيره من سبيل ويعلم الله كم نعاني بسبب
ما يلاقون من تقتيل والعذاب ..!
هذا اليوم الذي سمي في بلادنا باليوم الوطني للصحافة،وحتى إن كان هناك من ينتظره لسبب أو آخر ،فإن هذا ولو أنه يعد انتصار للكلمة ووقوفا إلى جانب أهل السلطة الرابعة من طرف القيادة السياسية للبلاد،فإنه بات قليل الطعم والدسم وأيضا الرائحة،نظرا لما يحدث ويجري في فلسطين كما أسلفنا ..؟
إن الوزارة الوصية،التي تبذل قدر المستطاع لتصلح أكثر ما عليه القطاع حاليا من تداخل مما قد يقال فيه سواء بالسلب أو الإيجاب،وهذا كله في غياب نقابة فعلية قوية تحمي المهنة وتدافع عنها حين الجد وتكون هي الصوت الذي لا يعلو فوقه صوت..!
ولأنه بصريح العبارة أصبحت الصحافة المكتوبة مؤخرا مهنة من لا مهنة له،فدخلها وانتسب إليها كل غريب فاختلط حابلها بنابلها فضاعت معلمها وفقدت بالتالي رونقها وقوة تأثيرها دورها في التغيير والإبلاغ والتنوير..!
إن عصب حياة في الصحافة المكتوبة وحتى المرئية والمسموعة هو الإشهار،ومن هنا فإن أي إصلاح قانوني يمس المنظومة الإعلامية يجب أن يشمل بالدرجة الأولى قانون الإشهار ..؟
إن صدور قانون الإعلام الجديد،ورغم أهميته لم يأتي بجديد،والأهم في العملية هو قانون الإشهار وكيفيات توزيع الإشهارية،وحينها يكون لكل حدث حديث..؟ !
خليفة عقون
التعليقات مغلقة.