مواطنون وتجار مستاؤون.. متى تصبح أسواقنا الشعبية بمعايير لائقة؟

1٬953

موجة الحرّ تهجّر التجار والمواطنين من الأسواق المفتوحة 

يبدو أن حرارة الطقس والأشعة الحارقة أثرت سلبا على المتنقلين لاسيما مع غياب المعايير الحضارية عبر الأسواق فلا المواطن يتبضع في ظروف لائقة ولا التجار مارسوا تجارتهم وفق شروط العرض المطلوبة للحفاظ على صلاحية السلع فمعظم الأسواق هي في فضاءات مفتوحة حسب ما فرضته جائحة كورونا فيما سبق لكن الوضع بقي على حاله وموجة الحر التي زارت الجزائر جعلت من مهمة التبضع صعبة على المواطنين واستعصت المهمة حتى على التجار الذين توقف بعضهم عن البيع بسبب حرارة الطقس واستعصاء ممارستهم للتجارة خوفا من فساد السلع.


حدادي فريدة  

يحلم المواطن والتاجر معا بأسواق نظامية بمعايير حضارية لا تتأثر بتغير الفصول فالمواطن يتبضع بارتياح والتاجر يمارس تجارته في ظروف ملائمة لا تهدّد بفساد السلع وتضمن صلاحيتها، موجة الحر التي مرت على بلادنا لم تكن بردا وسلاما على التجار والمواطنين أيضا فالتاجر مارس مهنته تحت اشعةلافحة والمواطن ايضا اجبر على التبضع في ظروف غير لائقة.

تجار يهجرون طاولاتهم
ظهرت بعض الأسواق خالية على عروشها تزامنا وموجة الحر مما حيّر المواطنين في كيفية ايجاد حل يضمن لهم التبضع اليومي بحيث هجرها بعض التجار لاسيما الذين يبيعون مواد سريعة التلف كالمخللات والزيتون والحشائش بحيث لم يستطيعوا ممارسة مهامهم في ظروف قاسية جدا وتحت اشعة لافحة للوجوه والسلع معا.


في جولة لنا عبر السوق المفتوح ببئر توتة بضواحي الجزائر العاصمة لاحظنا غياب العديد من الطاولات لاسيما تلك التي تعرض مواد معرضة للتلف بسبب الحرارة اللافحة في ذلك اليوم على غرار طاولات بيع المخللات والزيتون وحتى الخضر والفواكه لم تسلم من الفساد بسبب حرارة الطقس إلى جانب طاولات عرض الحشائش العطرية التي كان البائعون يستعملون بخاخاتلرشها في كل مرة حتى تصل إلى الزبون في حالة لا بأس بها.

المزيد من المشاركات


يقول تاجر يبيع الخضر إن الحرارة اللافحة هجّرت العديد من التجار لحفظ سلعهم من الفساد لاسيما تلك المعرضة للتلف والتي لا تحتمل الحرارة فأغلب بائعي المخللات فروا من هناك والسبب تواجدهم في سوق مفتوح لا تتوفر فيه ادنى شروط ممارسة التجارة بأريحية ما أثّر حتى على الزبائن الذين يفرون بمجرد اقتناء بعض السلع بسبب الحرارة.


دخلنا إلى السوق المجاور فكان الوضع أسوأ.. معظم ستائر المحلات مغلقة والسوق غارق في ظلام دامس فلا تكييف ولا إضاءة، سوق بئر توتة ذكرناه على سبيل المثال لا الحصر بحيث هناك المئات من الأسواق الشعبية المنتشرة عبر مختلف مناطق الوطن والتي تفتقد إلى شروط ممارسة التجارة ويعاني على مستواها التجار الأمرّين وتزحف المآسي إلى المواطنين الذين لا يتمتعون بحقهم في التبضع بارتياح


التكييف معيار غائب
نتحدث كثيرا عن فساد السلع ونلقي باللائمة دوما على التجار الا ان المسؤولية مشتركة بين الجميع فمعظم أسواقنا الشعبية هي خردة كما يقال بالعامية وكأنها مفارغ للنفايات ناهيك عن روائح المياه القذرة المتسربة من قنوات الصرف الصحي التي تعتبر ديكورا معتادا عبر الأسواق ففعلا موجة الحر التي مرت كشفت المستور وأدت إلى فرار التجار بسبب انعدام الظروف الملائمة لممارسة تجارتهم فبالأمس القريب فُرض عليهم الخروج من تلك الجحور لممارسة تجارتهم في الفضاءات الخارجية بسبب وباء كورونا لكن في هذه المرة كانوا في مواجهة موجة حر شديدة أوقفتهم عن ممارسة تجارتهم فإن هم استمروا سيُجبرون على رمي سلعهم بعد فسادها من شدة تأثير الحرارة وكذلك الحال ان هم عادوا إلى تلك الجحور بالأسواق المغطاة التي تغيب فيها هي الأخرى مقاييس ممارسة التجارة فلا تكييف ولا إضاءة.


تلك الظروف أثرت على الطرفين معا التاجر والزبون فالتاجر يتمنى ممارسة تجارته في ظروف ملائمة وفي أسواق بمعايير حضارية والزبون أيضا يحلم بتنقله في أسواق مماثلة فيا ترى متى تصبح أسواقنا الشعبية بمعايير لائقة؟..

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::