على ما يبدو أن الكثير من عرب اليوم باتوا يحنون إلى ماضيهم البعيد الذي كانوا فيه عبيدا لغيرهم من الروم والفرس،وإلا كيف تفسر سكوتهم المطبق وغزة تباد عن آخرها..؟
وقد كنت استغرب شديد الاستغراب،كيف يمكن تقبل دعوى التغيير،بما رأينا ونرى ونسمع مما تتناقله وكالات الأنباء العالمية وتذيعه،بل وتغذيه أيضا وأطراف حاقدة على وطننا العربي والإسلامي،ذلك أن ما يجري حاليا في السودان على سبيل المثال ليس بريئا تماما،فهو مخطط له من قبل ..!
حتى وإن كانت هناك أخطاء في التسيير أو الانفراد بالحكم كل ذلك لا يعطي مبررا للخروج جماعات لتقاتل جماعات أخرى سواء باسم الدولة أو باسم الشعب أو الجهة أو القبيلة..فدماء الناس معصومة ومحرمة وأغلى من كل كنوز الدنيا ومناصبها،ذلك أنه ما الفائدة إذا خسر الإنسان نفسه ووطنه وتركه خرابا..؟
إنني جد حزين على أمتي التي وصلت إلى أرذل العمر ولم ترشد بعد،فبعد أن استرجعت إلى وقت قريب أوطانها بقوة الحديد ودم الشهداء والكثير من التضحيات أمام مستدمر استيطاني،وفي وقت كنا نظن أننا أحرارا في أوطننا بعد وداعنا للفقر والجهل والتسلط ،وبعد أن تخلص كل العالم تقريبا من مآسي الحروب وخاصة تلك التي عرفتها البشرية المسماة الحرب العالمية الأولى والثانية،سادت بين العرب والمسلمين حروبا جديدا لا أولى لها ولا آخر،فزيادة على ما يقوم به العدو الصهيوني حاليا،هناك حروبا على امتداد العالم الإسلامي يغذيها الغرب بعد أن أوقد نارها..!
الشعوب تائهة لا تري أين تتجه فالأوطان غالية وفوق الرؤوس والرؤساء،لكن ما نرى ونسمع يدمي القلب من تجاوزات ومن انتهاكات لحقوق الإنسان،وفوق ذلك طائرات الصهاينة التي دمرت كل شيء يتحرك في غزة من بشر وحجر،ولم يكن في مقدورنا رده،فأي حياة لهذه الأمة وأي عروب وعروبة بقيت لنا ..؟
لقد صدق الشاعر الأردني “فائز أبو جيش” حين قال:
من يشتري الأعراب مني،والعروبةَ والعربْ
من يشتريهم كلهم جمعاً؛بحِملٍ من حطبْ
التعليقات مغلقة.