ماء معدني” أو “ماء منبع
فريدة حدادي
شدد الدكتور عبد الحكيم نمشي، المختص في الطب العام، على ضرورة معرفة الفرق بين “الماء المعدني”، و«ماء المنبع”، مشيرا إلى أن الفرق بينهما شاسع، واقتناء أكثرهما نفعا للجسم يبدأ بمعرفة الفرق بين هذين النوعين، موضحا أن الانتشار الكبير للعلامات التجارية لقارورات المياه، وظهور في كل مرة علامة جديدة، يضع المستهلك أمام مسؤولية معرفة مصدر تلك المياه، واختيار النوع الذي يساعده في ترطيب الجسم من جهة، والحصول على المعادن التي يحتاجها الجسم من جهة أخرى.
أوضح المتحدث أن الأسواق أصبحت تعج بعلامات الماء المختلفة، كما تتفنن الشركات المعلبة لتلك المياه الباطنية في تغليف القارورات، وابتكار أسماء لها تختلف بين المنابع أو أسماء بعض المناطق الصادرة منها، إذ يجد المستهلك نفسه أمام خيارات عديدة لتلك المياه، وفي الأخير لا يحمل منها إلا ما كان بين يديه، أو ما كان باردا منها خلال فصل الصيف، ولا يدقق أبدا لا في مصدرها، ولا فيما تحمله من معادن، ولا حتى إن كانت تحويها أساسا، ليبقى منطقه الواحد والوحيد، حسب المختص، “كلها مياه” ولا ذوق لها
في هذا الصدد، أوضح الدكتور عبد الحكيم نمشي، أن هذا التصرف خاطئ، مؤكدا أنه تفكير كلاسيكي، للمستهلك الجزائري، سواء كان مثقفا أم لا، فيبقى اختيار قارورة الماء التي يقتنيها من السوق آخر اهتماماته، لدرجة أنه لا يفرق الكثيرون بين الماء المعدني وماء المنبع، بل يكفي حمل القارورة ودفع مقابلها قبل الخروج من المحل.
وأضاف الطبيب أن الفرق بينهما كبير، وإن كان كل منهما “الماء المعدني وماء المنبع” مصدره باطن الأرض، الا أن تركيبة المعادن في الماء المعدني ثابتة، على مدار السنة على عكس ماء المنبع، بمعني آخر يقول الطبيب، “إن الماء المعدني يحمل الكثير من المعادن وبنسب مختلفة في كل ملغ/ لتر، مثل الكالسيوم، المغنزيوم، الصوديوم، السولفات، الكلورور، البيكاربونات، النيتراتوالنيتريت، فهذه النسب في الماء المعدني تبقى ثابتة على عكس ماء المنبع فحتى وان كان يحتوي، عليها إلا أنها متغيره، ويمكن أن تكون أحيانا بنسب جد ضئيلة”، على حد تعبيره، وبالتالي ليست مغذية مثل الماء المعدني، على عكس ما يعتقده الكثيرون.
وقال الطبيب: “إن كان دور الماء ترطيب الجسم، وشرب المياه الصالحة للشرب أهم شيء، فالماء، دوره هو إبقاء كل خلايا الجسم رطبة ومنع الجفاف، إلا أن احتواء الماء على تلك المعادن، أحسن للجسم واكثره نفعا، ويساعد في تغذية الجسم الى جانب ترطيبه”.
وشدد المتحدث على أن أكثر ما يحتاجه الشخص يختلف حسب سنه، البيئة التي يعيش فيها، حاجيات جسمه، إن كان مريضا أو يعاني نقصا معينا أم لا وغيرها من المتغيرات الأخرى، فعلى سبيل المثال يقول: “المسن يحتاج الماء الذي يحتوي على أقل نسبة صوديوم (أقل من 20 مغ) لأن الصوديوم يرفع من ضغط الدم، أما المرأة الحامل والطفل في طور النمو، يحتاجان أكثر للماء الذي يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم، وكذا المغنيزيوم، أكثر من 70مغ كالسيوم، وهذا لبناء العظام، أما الشخص الذي يعاني من مشاكل هضمية، فهو في حاجة لنسبة عالية من البيكربونات، لان هذا الاخير يخفف من حموضة المعدة، ويساعد في عملية الهضم الجيد وغير ذلك”، وأضاف: “فهنا يعد مطالعة ما تحتويه مياهنا حتى وإن كان لا لون لها ولا ذوق مميز بين بعضها الا أنها تحتوي على الكثير من المعادن التي يحتاجها جسمنا لبناء وتغذية جيدة”.
اما عن ماء المنبع فيقول الطبيب، ان عادة ما يكون ماء المنبع اكثر خفة، وعند شربه يشعر الفرد بخفته وحلو مذاقه، ولا يروي سريعا، وعلى هذا من الضروري دائما تفضيل ماء المعدن عن ماء المنبع، الا اذا كان الخيار غير متاح.
التعليقات مغلقة.