إن تعلمها واستخدامها في جميع مجالات والإنتاج بها في شتى التخصصات الاقتصادية والعلمية والإدارية بات ليس فقط فرض كفاية وإنما فرض عين على كل أبناء الأمة وفي مقدمة ذلك مسؤولية السلطتين التنفيذية والتشريعية معا،فاللغة العربية ليست لغة العرب دون سواهم،وإنما لغة العرب والمسلمين معا،وهي إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.. !
وهي فوق ذلك اللغة المستخدمة من ملياري مسلم على الأقل في العبادات وفي الاطلاع على التراث العربي الإسلامي باعتبار أن القرآن الكريم والسنة المطهرة ،زيادة على أن الشريعة الإسلامية من فقه وأصول فقه وما يستمد منهما ، لغته المكتوب بها العربية،وبذلك صارت العربية لغة مقدسة،ويكفي أنها لغة السماء إلى الأرض..؟
لا يهمنا اليوم تاريخ اللغة العربية ومسارها بالقدر الذي يهمنا وضعيتها بين أهلها الذين هان أمرهم بينهم قبل غيرهم ،من أعداء اللغة نفسها والدين الذي تحمله والذي بدونها لن يصبح القرآن قرآنا وإنما كلمات وأحكام مترجمة،فاللغة العربية هذه التي كان لها شأن وأي شأن في القرون الوسطى في المشرق والمغرب العربيين وفي الأندلس،فكانت لغة العلوم والفنون والدين والأدب والمجتمع ،صارت بعد تكالب الغرب على ديار المسلمين من مغول وتتار وحروب صليبية واستعمار غربي استيطاني مهمشة ممنوعة من الاستعمال حتى في الحديث اليومي ،حتى صار لتدريسها في ديارها يتطلب ترخيصا خاصا من السلطات الاستدمارية الفرنسية حينها..!
ونحن نحتفل بيومها العالمي المصادف ليوم 18 ديسمبر من كل عام ،فلنراجع أنفسنا ثم نتساءل ماذا قدمنا للغة العربية إن لم نكن قد خنا أمانة الشهداء،خاصة في عصر التقنية والطب والاتصالات ،فنكتشف أننا جد مقصرين حتى على مستوى أبسط أمور تسيير الحياة اليومية في البنوك والإدارات العامة والمصنع والجامعة والمحيط ،ناهيك عن ما يصدر من الحكومة من قرارات وتعليمات وقوانين رسمية ،فندرك في الأخير بكل موضوعية وحياد ،أننا نحن الذين نعاني من عجز مزمن عززه انهزام في أنفسنا وتلاه استلاب في هويتنا..؟!
التعليقات مغلقة.