ساعات بين الكتب

منابع العقل كجسر في بناء التطور الأخلاقي وانعكاسه الحضاري على تحرر مجتمع واع

1٬913

لن نتوقف لأنَّ رسالة الماضي صارت واجبا علينا في أن نحملها بصدق الإيمان و الثقة، و إن متنا من أجلها فموتنا حياة لأرضٍ تُسقى بدم أبريائها الذين فعلاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه و إن نقصت فإنَّ الرسالة لن يمزِّقها أحدٌ إن كانت محفورة داخل إحساس لم تعصف به المحن و البلايا بقدر مازادتها اندفاعية و حماسة نحو تركيب دمعة من فرح لا تنتهي.

            إنسان وُجد على أرض لخدمة مجتمعه  ومهنته ومسؤول عنهم حاملا حقيبة صغيرة رافعا تاج العقل والوعي والأمل لمستقبل مشرق…

حاورته: تونسي فوزية

الكاتب مراد نعمون من مواليد مدينة سكيكدة بتاريخ الرابع من شهر مارس ألف وتسعمائة وسبعة وسبعين، متسلِّح منذ نعومة أظافره و مراحل أطواره العمرية بمعاني الوجود الداخلي، و كيف بوسع الإنسان أن يركب قاطرة الحياة بسماحة ضمير وبقدر يُشرق و يغيب، يُمطر ويجف، يخيب ويأمل أكثر من اللازم نحو دافعية العطاء في كلِّ مرة مشتَّما عطر وردته مفتخرا بلونها متيما بخدمة وطنه. متحصِّل على شهادة الليسانس في علوم التجارة الدولية و المالية بجامعة محمد بوضياف– المسيلة العام 2001 وشهادة الماجستير بجامعة باجي مختار – عنابةتخصص: مالية المؤسسة العام 2006، درَّس بعدة جامعات جزائرية وتم ترسيمه العام 2007 بجامعة 20 أوت 1955- سكيكدة بقسم العلوم الاقتصادية حيث دَّرست العديد المواد التعليمية وتقلَّدت مناصب إدارية كنائب رئيس قسم العلوم الاقتصادية وأيضا كمسؤولخلية (ل.م.د).

له العديد من المؤلفات ذات الطابع الأكاديمي الفني والأدبي أميل ميلا  لكتابة لوحات فنية وتعبيريات تجسِّد دورا ما على أرض بها شمس وكوخ وغنية وخصبة بمظهر تجسيد خيال من نفس تسيح في حب الخالق والمخلوقات.

كيف ولجت عالم الكتابة؟ وما الدوافع والمؤثرات؟:

هناك شيء ما يحوزني ويغمرني كقطعة من رسم تريد تلوين نقطة جوهريةً في الإنسان  لإمدادِ حياةٍ من صورة بدت وكأنها تحلل شيئا ما أو كأنما شيئا تريد أن تخبره عن الصورة، أو كأنما الصورة في حدِّ ذاتها مجتمع يغوص في حفريات من آثار يُنفث عنها الغبار. لتصير متحفًا جميلا من بلورات النفس الزكية أو ميلاد من موت لم تلفظ أنفاسها الأولى نحو رفع ويقظة و علو ما… دونما شعورٍ ووعيٍ فيما سبق. ولكن من خلال حياتي أظنني كنت كاتبا بمرايا من واقع لم أكن يوما مناصرا له أمام مجتمع صار بأقنعة الزيف والخداع. و ريثما حدث شيء ما وكأنما حبلُ الله قد اعتصم بكبدٍ من فؤادي وتحرري الملتزم وأخلاقي التي ترجمت دورًا صغيرًا يتعاظم كحلقاتٍ من فيلم كرتوني ينتهي بنجاح الخير، وإذ في عام 2021 شرعت بكل جدِّيةٍ وثقةٍ في مسك قلمي لأعبر عن تفاصيل عميقة تمتزج بإرث إنساني متشبثا دائما وأبدا بإحساس من سماء تصفو وتتعكر لتبدو الأرض على أحسن حالها.

المواضيع والقضايا التي تُعالجها في كتاباتك؟:

حقيقة دائما هناك نوع من استخراجات حيَّة تُلهمني بموعد مع حاجة إنسانية قد غابت لتُطل تلك الشمس حزينة وكئيبة، وكأنها تدور حول الأرض من أجل قانون إلهي. ولكنها تريد أن تقول شيئا لأصحاب الأرض،فعندها أحسستُ بمثقال ذرة من نور يتساقط كمخيِّلة واضحة تريدني أن أصرخ بحروفي قدر ما أشاء… وأَخرج من قفصي معتليًا زقزقة عصفورٍ وجناح مكسورٍملتحمة بفطرة تذوب إحساسًا و تعلو منهجا وتبتدئ بفعل حسنات حتى كي ما يكون لها بعدُ دورا من دون أي يأسٍ يريد أن يقضي عليها لتتفطن لجمال الحياة بألوانها المتدَّرجة الحاضرةَ والغائبةَ في الوقت نفسه، لتبدووكأنما صدى رسالة جاءت في موعدها لتفصح عن مكنوناتها وعذاباتها من قطع تتلاشى كجبلٍ منفوشٍ لبعث نفوس حيَّة قامت من موت عقلها وضميرها.

ما أثر وظيفتك في مجال كتابتك ؟:

بودِّي أن أُشير وأنوِّه في هذا السياق في أنَّ أثرها عميق كمن يريد أن يلتئم جرحه ويخفف عنه وكأنما مسبارأرضي يعلو شجرة ذابلة ترغب فيمن يسقيها لتستنجد بخالقها أبدا ودائما، في رعاية مخلوقاته والإحسان إليهم ومدِّ العون لهم كلما سنحت لها الفرصة في ذلك  فهي مستعدَّة لخدمة أي شيء يكسو أرضها،ومن يقرأ كتبي بحكم شهود تجده يحوم أرجاء بيته الضيق ناظرا لعالم أوسع استطاع من موقع مشاهدة أنْ يجول عوالم المحبة والإحساس من دون وسيلة محدَّدة ليصير هدفا لوسيلة تُشع نورا وتنبض قدرا ويفاعة. فأثرها يغلب عليها الجوانب الشعورية والنفسية و تعطي ملمسا من ذوق لمواصلة الإنسان خيره وعطائه و لو فسُد المجتمع بأكمله ليبقى عيِّنة من وضوح ليلهِ ابتعد عن نهاره تحت ظل شجرة أراحته من عناء النهار.

ما هي مشاريعك الأدبيّة المُستقبليّة؟:

أطمح للعديد من المشاريع مستقبلاً بحول الله. فمن ناحية مهنتي كأستاذ أسعى قصارى جهدي في أن أحثَّالطالب الجامعي على العمل و أداء الواجب ومساعدته قدر الإمكان على  النجاح ، فالطالب ليس علامة وحفظا و إنما إحساس ووطنية وتصور واتجاه ومعلم إن تمَّ إنضاجه سيعود بالخير على نفسه وأمته. وأن الجامعة مهد لبناء طالب واع ومغاير و يستطيع أن يغير الكثير إن عزم الأمر منذ البداية، كما أنني أحبذ زرع المنهج و الطريق نحو الإدراك و الفهم و أن نزيل بعض السلبيات التي جعلت عقل الطالب مشحونا بالنظرة السلبية تجاه التعلم و التعليم على أن يبقى الطالب الجامعي سلاحا للتعلم و الوعي مسترشدا بثقافته و قدرته مستندا لمنبع ثمار أستاذه في إلحاقه بمهمات لا تغاير المبدأ و لكنها عازمة على التطور ذاك التطور الذي يبقى العقل فيه المصدر الأساسي ليس سواه آخر  ليتم فتح آفاق أخرى سهلها العقل و قومها الفكر و صححتها الأخلاق و من هذا المنفذ الواقعي ربطته بمعتقد صارخٍ في نسج خيوط الأخلاق التي لن ستنعكس لا محالة على كل تلك الصفات التي صارت حلما واقعيا بينما في حقيقة الأمر تتطلب عامل العقل و سعة النفس نحو حياة أفضل.

لديك كتاب بعنوان الوصي المنهجي لهداية الطالب الجامعي لو تحدثنا بإيجاز ماذا يحتوي بين دفتي غلافه؟:

يُمثِّل هذا الكتاب المنهجي رفِيقًا و مُنجدًا لطلبة الجامعات الجزائرية المقبلين على التخرُّج في الطورين ( ليسانس- ماستر)، إذ يوَّضح أهم الصفات المنهجية في العمل و طرقه بصورة تُعين الطالب الجامعي  على إعداد و انجاز بحثه العلمي و ذلك بتتبع الأساليب القياسية في الملاحظة ،التجريب وصياغة الإشكالية و الفرضيات. و بذلك تمَّكنه من تتبع المراحل الإجرائية و القواعد البنائية و الأخلاقية في معرفة السياق المنهجي للدراسة، و القدرة على التمييز بين خصائص و شكل البحث العلمي بأبعاده التحليلية ،التقويمية مُستندًا على طبيعة الدراسة العلمية. كذلك في القدرة على  صياغة أهداف الدراسة العلمية و حدودها و صعوباتها ووضع النتائج توافقًا مع طريقة الأداء البحثي نوعًا و كمًا،تنظيمًا و تخطيطًا ورقابةً، تُبرز شكل و مضمون الدراسة المستهدفة. كما تُتيح له في ظل نقص التفاعل فيما بين الأستاذ و الطالب الجامعيين ونتيجة لقصور الإشراف و التأطير القويم الذي يحتاج إلى تضافر مجموعة من العوامل العلمية و الذاتية و إبراز كفاءة الأستاذ المشرف في تهيئة طالبه و تكوينه تكوينًا مناسبًا من خلال تدريبه على التفكير السليم. لهذا بالضبط أتى هذا الكتاب:

أولاً- كمرشد و دليل علمي في إعطاء  شرحٍ موجزٍ و بسيطٍ يُقرِّب الصورة للطالب الجامعي بكل يُسر للعمل في ظل المعلومات النظرية و الميدانية المتاحة في دراسته.

ثانيًا- تجربتي الرائدة  و عملي الدؤوب في مجال المتابعة و المعاونة و العمل الجاد مع الطلبة في العديد من التخصصات: الاقتصادية،الإدارية، التجارية ،المالية و التسويقية طيلة سنوات من التعليم الجامعي.

ثالثًا-  وضع أهم البطاقات عند نهاية كل هيئة تعليمية للكتاب و التي تتعلَّق بميادين التعريف النموذجي ب:  بطاقة أستاذ مشرف ،بطاقة تقرير تربص و بطاقة مذكرة تخرج ،و كذا ملحقات جامعية تم عرضها بصورة نموذجية.

ما الذي ألهمك لكتابة كتاب طالب جامعي طموح يتأمل واقعه؟:

هناك دائما شيءٌ يريد الآن أن يخرج من أجل ذوقٍ و طعمٍ على أن أكون صورة عاكسة لمعاني الإنسانية و كأنما أرغب في أن أكون تمثالا واقفًا و جالسًا أو منبطحًا في رسالة اقتصرت على الإحساس و جواهر العمل ملتقطا ذرات رملٍ ساخنة مرتويًا ببحرٍ و غاطا في نوم من حُلم زورق وصل جزيرته. و كطالب صاحب العمل رافق الواجب و المسؤولية و لم ينظر للحق و شراسة الواقع بقدر ما نظر لتلك الصورة اليانعة التي تخصب يوما بعد يوم و تُعيد تجديد نضجها بعيدا عن أيِّ تهجم آو انتقاد سافرٍ لم يحسِّن من معارف مجتمع.

ما هي فلسفتُكِ وحكمتكِ في الحياة؟:

فلسفتي في الحياة لا تستقيم على حجم ذلك الكوب الذي مُلئ من أجل شيء ما فصنع ذلك الكوب لشرب و إرواء،و فلسفتي في الحياة عدالة تنتظر انحناءها مرة و انحرافها في مرة لتستقيم على أمر ما، و فلسفتي في الحياة: ثقتي بالله عزَّ وجل أكبر من ثقتي بنفسي، و أما حكمتي في الحياة ذلك اللقب الإنساني الذي جمعنا الله فيه على أرض و أوجدنا لقضية ما و لعبرة ما نحاولمن خلالها السير قُدما باتجاه أملٍ يكبُر مع الوقت و يترك أثرا حميدا تتيه في صحاري ملمسها واحة و ثمرها بلح و سفينتها جمل.

كلمة أخيرة للقارئ:

استمع لصوت ضميرك،كن صاحب إنسانية،شمِّر على ساعديك،لا تنتقد،كلنا واحد إن كان العمل مرادنا،دعك من السلبية و اغرِس شجرة يكمَل سقيها و مت و أنت فعلا قد أديت رسالتك و تشبث بإلهك العظيم و ارضَ بكل شيء وهبه الله لك و اغتن بما لديك و إياك أن تُسيء لمن أساء إليك و اصبر و احتسب… فسترى قطرة من ماء قد أنعشت رحابة صدرك.

                                           

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::