الانتفاضات أو الثورات التي مرت بنا سميها ما شئت فالعبرة ليست بالمسميات وإنما بالأسماء ،والتي عرفها العالم العربي كلها مرتبطة بقوى خارجية إلى حد كبير ،خاصة منها السورية واليمنية، وقد ظهر ذلك جليا من خلال زعماء ما يسمى بالأحزاب المعارضة المتواجد في باريس ولندن وواشنطن ، في حين أن شعوب هؤلاء يموتون تحت نيران القصف المدفعي ولهيب صواريخ الطائرات ، وهو ما يعني أن البعض من هؤلاء يقودون حربا بالوكالة والبعض الآخر يقودها عن بعد عن طريق التحكم الآلي ، ،وذلك بعكس ما نشاهده من تهجير وقتال وتقتيل بسبب الحرب أو المشدات والتفجيرات ، والتي تدور بين الإخوة الأعداء بهدف الوصول إلى السلطة ..؟
غير أن الغرابة في كل هذا هو أن قادة الانقلاب والاستنجاد بالغرب الذي جاء يكر الحديد والنار لمقاتلة وقتل أبناء الأمة ،جاء بناء على طلب تلك الأحزاب المعرضة التي تدعى أنها إسلامية الروح عربية اللسان وطنية المنهج ،لكن في حقيقة الأمر هي بعيدة كل البعد عن كل هذه القيم..!
إن هؤلاء الإسلاميين الذين فتحت لهم الأبواق والقنوات الفضائية المأجورة في كل مكان ليسوا على السياسية في شيء ، ذلك لأنهم نظرة فأبصروا طريقا قد مهد لهم للوصول إلى سد الحكم ببلادهم دون أن يتفطنوا إلى عواقب الأمور ،كما كان الأمر في أفغانستان والعراق والآن في سوريا،هذه البلدان التي قد تختفي يوما من على الخارطة نظرا لتورط الغرب فيها على حساب مقدرات الوطن وأهله ،وقد صدق المثل الشعبي الجزائري القائل “رأى الحبة ونسى النصبة” بمعنى أن رأى فقط الحبة دون الانتباه للشراك أو الأحبولة المنصوبة له بإحكام وإتقان..؟
فما أشبه الليلة بالبارحة،حيث كان الإخوة الأعداء قديما يستنجدون بالأجنبي لمقاتلة أخيه وأبن عمه طمعا في الوصول أو المحافظة على كرسي ،ولكننا لا نتعظ أو نأخذ العبرة من أحداث التاريخ البعيدة والقريبة..؟!