حملوا مدير التربية مسؤولية النتائج الكارثية: نحو تنظيم وقفة احتجاجية لمدراء ثانويات قسنطينة تنديدا بتقاعس المديرية

قرر المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات بولاية قسنطينة تنظيم وقفة احتجاجية اليوم أمام مديرية التربية، تنديدا بتقاعس وتجاهل الجهة الوصية مع تحميل مدير التربية مسؤولية النتائج الكارثية.
وجاء في بيان المجلس الوطني المستقل لمديري الثانويات بولاية قسنطينة أنه وفي ظل الوضع الاجتماعي والمهني المأزوم الذي يعيشه مديرو الثانويات في الولاية على غرار ما يعيشه الزملاء في مختلف ولايات الوطن، وفي أجواء من الحزن والأسى التي خيمت على الحضور وذلك على إثر فقدان الزميلة (فاطمة بلبل) مديرة ثانوية محمد نجار، والتي توفيت قبل أيام بمكتب عملها في ظروف مأساوية بامتياز، بعد أن تعرضت طيلة مسارها المهني في منصب مديرة ثانوية إلى ضغوطات نفسية واجتماعية ومهنية رهيبة في غياب قوانين تحمي المدير في مثل حالتها، هذه الوفاة التي قابلتها الوصاية مركزيا ومحليا بنوع من الإهمال واللامبالاة، إذ لم تكلف نفسها حتى بالاتصال بأفراد عائلة الفقيدة وتقديم التعازي لهم ومواساتهم في مصابهم الجلل، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار والتحسر في صفوف مديري الثانويات إزاء مثل هكذا تصرفات من قبل الوزارة ومديريتها الولائية.
وقال البيان الذي تحصلنا على نسخة منه أنه وفي مثل هذه الأجواء انعقد المجلس الولائي للنقابة، حيث واستحضار كل الظروف المأزومة التي أصبح يعمل في ظلها مديرو الثانويات خاصة مع كل دخول مدرسي، تدارس الحاضرون مجمل الضغوطات والمشاكل التي يعاني منها رؤساء مؤسسات التعليم الثانوي بالولاية، والتماطل الكبير الذي تتعامل به الوصاية محليا في معالجة مجمل القضايا والمشاكل التي قدمت اليها من قبل الزملاء مديري الثانويات، أو تلك التي قدمها المكتب الولائي للنقابة خلال اللقاءات الثنائية مع مدير التربية، مما جعل الزملاء يعملون في ظروف معقدة مضنية تنعدم فيها أبسط الشروط التي تمكنهم من أداء مهامهم على أحسن وجه ممكن.
وحسب البيان فإن القلق والتوتر والإحساس باحتقار الوصاية مركزيا ومحليا لفئة مديري الثانويات وتجاهلها لكل هذه الظروف قد بلغ مداه، حيث وبعد نقاش صريح وشفاف فإن المجلس الولائي يعبر عن استنكاره الشديد للطريقة التي اتبعتها الوصاية مركزيا ومحليا في تعاملها مع حادثة وفاة الزميلة (فاطمة بلبل)، والتي أفنت عمرها في خدمة التربية والتعليم لتقابل بمثل هذا التجاهل والازدراء، بالإضافة للتنديد الشديد بتجاهل مديرية التربية لكل الانشغالات التي طرحها ممثلو مديري الثانويات، وطريقة تعاملها مع مختلف المراسلات التي يقدمها مديرو الثانويات معاملة الصم البكم حسب تعبير ذات البيان.
وحمل المجلس المسؤول الأول في القطاع بالولاية كل النتائج الكارثية الناجمة عن تماطله وتسويفاته وتعامله بنوع من التجاهل مع فئة متنورة وأساسية ومحورية في قطاع التربية (فئة مديري الثانويات) قوامها ترسيخ قيم الكرامة والشفافية والوضوح ليقابلوا بسد باب الحوار وفرض تدبير فوقي أحادي متعجرف، فيما أكد رفضه التام بتفويض مدير التربية للأمين العام بإرسال الاستفسارات لمديري الثانويات وإمضائه للنقطة الإدارية ونقطة تقييم المردودية، وذلك لأن هذا التفويض مناقض لكل القوانين المسيرة للقطاع والمطالبة بالاطلاع عليها وإمضائها مسبقا قبل دفعها لمصلحة النفقات.
وقد اتخذ أعضاء المجلس الولائي في ختام الأشغال قرارا بتنظيم دقيقة صمت اليوم ترحما على روحها الطاهرة في جميع الثانويات وقراءة الفاتحة الإشادة بخصال المرحومة (فاطمة بلبل) وتنظيم تأبينية بمناسبة أربعينية الفقيدة، مع تنظيم وقفة احتجاجية في نفس اليوم أمام مديرية التربية، مع التهديد في حال استمرار مديرية التربية في تجاهلها لمطالب مديري الثانويات وعدم معالجتها لمختلف المشاكل المطروحة فإن النقابة سوف تتبنى أشكالا أخرى من الاحتجاجات التصعيدية سوف يكشف عنها في حينها.