ما قام به رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون” والمتمثل أساسا في رفع الأجرة وقيمة التعويضات والمنح للمعلمين،حتى وإن كان الهدف والسعي أن يتساوى أجر المعلم بأجر تقني في الصحة لا أكثر،مع أن مهمة ورسالة المعلم أشق وأنبل،حيث أغلبية المنتسبين إلى هذا السلك حسبما دلت على ذلك الكثير من الدراسات والبحوث العلمية والنفسية ينتهي بهم المطاف وحتى قبل بلوغ سن التقاعد إلى أروقة المصحات والمستشفيات العقلية،نظرا للضغوط وظروف العمل السيئة..؟
إن مهمة المعلم باتت صعبة ومرهقة جدا ولا يقدر عليها إلا أولئك الذين آتاهم الله الكثير من الصبر ووهبهم أعصابا فولاذية،ومع ذلك لا نكبر فيهم تلك التضحيات التي لا يقدر على تحملها إزاء الأطفال الصغار الذين بلغوا سن الدراسة حتى الأولياء،نظرا لهرج ومرج الطفل في هذا السن والذي يتميز بكثرة الحركة وفوق ذلك يدخل المدرسة وهو لا يعرف شيء،فيعلم ويربى على النظام،مع العلم أن التعلم مسألة في غاية التعقيد والصعوبة،ولا يعرف معاناة المعلم وما يكابده من ضوضاء وتعب،إلا من خبر المهنة عن كثب وعن قرب .. !
اليوم والمعلم وقد وصل به الأمر إلى حد أن أصبحت أجرته لا تكفيه لمصروف نصف الشهر،وأن الاكتظاظ والتوقيت ضغطا عليه،حتى كاد أن ينفجر في كل من حوله رافضا كل محاولة أو زيادة في الأجر أو تخفف من الحجم الساعي ،فالمسألة مبدأية،فحت وإن دخل في إضراب مفتوح لا أول له ولا آخر،فهو على حق،ذلك أن مطالبه بسيطة و في استطاعة الوزارة الوصية تلبيتها،فتحفظ به وجهه ودون أن تفقد هيبة المعلم،الذي هو أساس المنظومة التربوية،والتي يقوم على أساسها مستقبل البلاد .. ؟
هذه الزيادة في الأخير والتي أقرها رئيس الجمهورية للأسرة التربوية منذ بداية العام الجاري2023،هي في النهاية دراهم معدودة لا تفيه حقه،وإن كانت تغني المعلم وتفرحه ولا تفقر الدولة،فتحية لهؤلاء المعلمين في عيدهم العالمي المصادف ليوم 5 أكتوبر..؟ !
التعليقات مغلقة.