من فضائل الثورة الجزائرية التي لا تنتهي والتي سطرت بدم الشهداء استرجاع الجزائر الدولة الفتية وعشية استقلالها،بسط السيادة على قطاع السمعي البصري،حدث ذلك منذ 62 سنة خلت،حيث قامت مجموعة من العمال الجزائريين الذين كانوا يشتغلون إلى جانب الفرنسيين الذين كانوا يتحكمون في إدارة الإعلام الجزائري الثقيل وفي وسائله،وهذا برفع الراية الوطنية على مبنى الإذاعة والتلفزيون،وهذا صبيحة يوم 28 أكتوبر1962،ومنذ هذا التاريخ الذي بات حدثا وطنيا يحتفل به كل عام،وحقيقة يحق لكل جزائري وطني أن يفتخر بما قام به التقنيون والعمال الأوائل في الإذاعة و التلفزة الجزائرية،التي أتمنى أن تعود كما كانت مؤسسة واحدة..؟
اثنان وستون سنة قد مرت عرفت فيها المؤسسة الإعلامية الجزائريةممثلة في التلفزيون والإذاعة،تطورات ومد وجزر أثبت فيها الإعلامي الجزائري أنه كفء له من المقدرة والمهنية ما ينافس به غيره في الدولة العربية والغربية على حد سواء،ولولا العشرية الحمراء التي أجبرت الكثير على الهجرة،ناهيك على إزهاق أرواح آخرين من زملائهم في مهنة المتاعب،لكن حال الإعلام الوطني اليوم ليست حالته التي كان عليها في عهد الاستعمار وما بعده..؟
وأمام هذا التطور في الإعلام العمومي،حيث أنه أصبح يحتاج في الكثير من برامجه وحصصه إلى مختصين ومهنيين ومبدعين،وهذا ما ذهب إليه وزير الاتصال السابق،حيث صرح بمناسبة الاحتفال بذكرى استرجاع السيادة على وسائل الإعلام الوطني،”أن ترنح المادة الإعلامية التي يقدمها التلفزيون الجزائري يعود إلى غياب قمة الإبداع وليس إلى ضعف الإمكانيات،وأن فتح السمعي البصري أمام الخواص سمح بخلق التنافسية بين صحافيي القطاع العام والخاص مما ساهم قطعا في الارتقاء بمستوى المردود الإعلامي بالجزائر”..!
وهذا ما نتمناه ونسعى فرادى وجماعات لأن يترسخ ميدانيا،لأن الوطن يملك كل وسائل الإنتاج والإبداع،ولكن الذي يحتاجه هو إعادة تقييم مجال التنافس الشريف في ظل قانون الإعلام الجديد،لكي يعود إعلامنا العمومي والخاص للواجهة يؤثر ويساهم ويقول رأيه في أمهات القضايا دون عقدة أو مركب نقص..؟!
خليفة عقون
التعليقات مغلقة.