تاريخيا يعود الفضل في ظهور الحركة النقابية في الجزائر،إلى نقابة عمال “المطابع” بقسنطينة التي كانت أول نقابة جزائرية وكان ذلك في عام 1880،حيث كانت السبب الذي دعا السلطات الاستعمارية إلى إصدار قانون سنة 1884م،لكن منع الجزائريين من حق التنظيم النقابي،وخلال أربع سنوات استطاعت هذه النقابة شن إضراب لها عام 1884 استمر لمدة تزيد عن 15 يوما،و قد كانت هذه النقابة الدافع لنشوء النقابات..؟
هذا و قد عمل الاستعمار على إدماج الجزائريين في هذه النقابات لا من أجل تنظيمهم نقابيا،بل من أجل كسر الإضرابات التي تنظمها النقابات الجزائرية في الجزائر خاصة في السنوات ما بين 1906 و 1907..!
ونجم شمال أفريقيا الذي ضم العمال الجزائريين المهاجرين،ثم حركة الانتصار والحريات الديمقراطية في عام 1947،بادرت هذه الحركة إلى تكوين لجنة عمالية تحت رئاسة “عيسات إيدير” و ذلك من أجل تكوين نقابة وطنية حرة،غير أنها عرفت الكثير من العراقيل،خاصة بعد تشكيل مركزية نقابية خاصة بالعمال الجزائريين نابعة من السياسة الفرنسية،و ذلك في سنة 1954 و قد عرفت هذه المركزية النقابية تحت اسم “الإتحاد العام للنقابات الجزائرية” وهذا في جوان 1954..؟
وبعد اندلاع الثورة التحريرية أسست مجموعة من النقابيين نقابية جزائرية هي “الإتحاد العام للعمال الجزائريين” يترأسها عيسات إيدير وذلك في 24 فيفري 1956 بمبادرة من “جبهة التحرير الوطني” ما زال نشاطها مستمرا،ولكن في وجود عدة النقابات أبرزها قطاع التربية،وصل عددها إلى 190 نقابة،منها 43 تنظيما لا يقدم ولا يؤخر شيئا.. !
أمام هذا الجمود كان لزاما على الجهات الوصية،التحرك والمبادرة بمشروع قانون جديد،بدل الساري المفعول90-14 المؤرخ في: 2 جوان 1990،فكان أبرز ما جاء في المشروع المصادق عليه مؤخرا،منع الجمع بين العمل السياسي والنقابي،وأن للقياديين عهدة قابلة للتجديد مرة واحدة،كما يشترط أن تكون نسبة تمثيلهم للعمال على الأقل 30 %،ولذلك لم يلق قبولا من الكثير من هؤلاء وأولئك،فما بعد الهدى إلا الضلال ..؟ !
التعليقات مغلقة.