المطالب المشروعة للمعلم..؟!

20

والسنة الدراسية توشك عن الانتهاء،فإن مطالب المعلمين ومن يماثلهم من التربويين في التعليم الابتدائي والمتوسط وربما يمتد الأمر إلى الثانوي،وإن لبيت معظمها،فإن تلبيتها كلها ،باتت مشروعة على الأقل في نظرهم،وتتمثل أساسا في الحجم الساعي وكثرة التلاميذ في الفصل الواحد،الذي أرهق التلاميذ والمعلمين على حد سواء،زيادة على ذلك رفع الأجرة..؟

                إن مهمة ورسالة المعلم كما قلت مرارا وتكرا أشق وأنبل ،حيث أن أغلبية المنتسبين إلى هذا السلك كما دلت على ذلك الكثير من البحوث العلمية والنفسية ينتهي بهم المطاف وحتى قبل بلوغ سن التقاعد إلى أروقة المصحات والمستشفيات العقلية،نظرا للضغوط وظروف العمل السيئة.. !

      إن مهمة المعلم أصبحت صعبة ومرهقة جدا ولا يقدر عليها إلا أولئك الذين آتاهم الله الكثير من الصبر ووهبهم أعصابا فولاذية،ومع ذلك لا نكبر فيهم تلك التضحيات لا يقدر على تحملها إزاء الأطفال الصغار الذين بلغوا سن الدراسة حتى الأولياء أو الأقارب،نظرا لهرج ومرج الطفل في هذا السن والذي يتميز بكثرة الحركة وفوق ذلك يدخل المدرسة وهو لا يعرف شيء،وعملية تعليمه وتربيته وتعويده على النظام والتعلم مسألة في غاية التعقيد والصعوبة،ولا يعرف معاناة المعلم وما يكابده إلا خبر المهنة عن كثب..؟

                 واليوم والمعلم وقد وصل به الأمر إلى حد أن أصبحت أجرته لا تكفيه لمصروف نصف الشهر ،وأن الاكتظاظ والتوقيت المعتمد على الدوامين ضغط عليه ،حتى كاد أن ينفجر في كل من حوله رافضا كل محاولة أو زيادة في الأجر أو تخفف من الحجم الساعي،وقد يدخل في إضراب مفتوح لا أول له ولا آخر ..!

                   إنه في استطاعة الوزارة الوصية تلبيتها وتحفظ ماء وجهها ودون أن تفقد هيبة المعلم الذي هو أساس المنظومة التربوية،والتي يقوم على أساسها مستقبل البلاد وهذه الأجيال القادمة..؟ 

                لا شك أن هذه المطالب باتت من الماضي،وأن الكثير منها قد تحقق وحصل المربي على الكثير منها،وهذا بفضل تفهم القيادة العليا للبلاد..؟!

خليفة العقون

التعليقات مغلقة.

Headlines
الاخبار::