لم تعد الدروس الخصوصية مجرد حصص دعم يلجأ إليها تلاميذ جزائريون في ظروف استثنائية بل صارت عامة وفق ما تكشفه أرقام حول الظاهرة تشير دراسة أنجزها مجموعة من الباحثين الجزائريين إلى أن 67 في المئة من عينة تلاميذ خضعت لبحث واستطلاع رأي يستفيدون من دروس خصوصية ولفتت الدراسة الانتباه إلى أن أكثر من نصف التلاميذ الذين يتلقون دروسا خصوصية يشرف عليهم أساتذة مدرستهم، في حين يتابع البقية دروسهم الخصوصية عند أساتذة من خارج المدرسة.
متابعة حدادي فريدة
وتوصلت الدراسة إلى أن 81 في المئة من التلاميذ يقصدون هذه الدروس لعدم استيعابهم للدروس المقدمة في القسم بشكل جيد ومن بين النقط التي خلص إليها البحث، أن “المدرسة لا تؤدي دورها بالشكل الذي يضمن استيعاب التلاميذ، بفعل الاكتظاظ وصعوبة المتابعة في القسم”.، يلجأ الكثير من التلاميذ لهذا النوع من الدروس، لمساعدة أبنائهم على تعويض النقص في استيعاب مواد دراسية.
اهتدى الكثيرين إلى هذا القرار، بعد تدني نتائج ابنائهم في الفصول الدراسية خاصة في المواد الاساسية ك الرياضيات والفيزياء واللغة العربية ، رغم حصول البعض على معدل عام فصلي وصل إلى 13 نقطة من أصل 20.
ويلاحظ الاولياء هذا التراجع خاصة بعد انتهاء الفصل الأول من السنة الدراسية بعدما كان نتائج ابنائهم مرضية في المواد المذكورة خلال السنوات الفارطة، ان التلاميذ لا يعتمدون على دروس الدعم ولم تكن هذه الظاهرة منتشرة في السابق من الآن بحيث يتم التركيز في القسم فقد يبذلون كل ما في وسعهم لفهم الدروس ، وهنا لا ننسى دور المعلم الذي كان في السابق البعيد يمثل صورة المعلم الحقيقي ويؤدي دوره كما ينبيغي من اجل ايصال المعلومة لاذهانهم
ويرتبط سبب تراجع المستوى الدراسي للتلاميذ بالبرنامج الدراسي المكثف الذي يُفرض على التلميذ ، والوضع العائلي لا يسمح لمراقبة دروس البعض من قبل عائلاتهم ولاجل مساعدتهم.
يدفع اغلبهم اكثر من 4 آلاف دينار شهريا للمدرسة الخاصة التي تشرف على إعطاء دروس دعم في مادتين او اكثر ، هذا ان فهم بقية المواد الاخرى ومنهم من يدفع حتى 8 الاف دج في اكثر من ثلاث مواد ، ومنهم من يحرص على توجيه أبنائهم لدروس الدعم في فترة العطل قصد تحسين مستواهم يجهلون ان سبب حرمانهم من التمتع بالعطل يزيد في تدمير معنوياتها لاستقبال موسم دراسي جديد .
كثير من التلاميذ يرفضون تلقي دروس الدعم بسبب اكتفائهم بما يقدم لهم في البرنامج الدراسي العادي، يستغل بعض الأساتذة فرصة العطل الأسبوعية والسنوية لتقديم دروس خصوصية بالتعاقد مع مؤسسة خاصة توفر لهم الفضاء، مع تقاسم المداخيل
ويميل الأستاذ إلى هذا النوع من الدروس، بغية تنويع مصادر الدخل، حسب ما يؤكده الكثيرين ، يدخل التلميذ في دوامة بين دروس الدعم والدروس المقدمة في المدرسة وتنهك جيوب الآباء من مصاريف الدروس الخصوصية التي انهكتهم لاجل تحسين المستوى الدراسي لابنائهم .
رفقا بالتلاميذ دروس الدعم انهكت جيوب ابائهم العلم ليس تجارة بل هو رسالة نبيلة
التعليقات مغلقة.