(التصلب اللويحي) ظاهرة فتاكة تستدعـي دق ناقوس الخطر

0 351

في زمن كثرت فيه الأمراض وتعددت فيه الأسباب، منها ما يتعلق بالهواء الملوث أو بالتغذية أو بالمياه الملوثة ومنها ما يتعلق بالأوبئة المتنقلة عن طريق الحيوان أو الإنسان ومنه ما تبقى مصادر الإصابة به مجهولا وما يتعلق أيضا بالكيمياويات الصناعية، أصبح المواطن الجزائري عرضة لكل أنواع الأمراض والأوبئة، فلا نكاد ونحن في ما يعرف عصر الازدهار والتطور الطبي والعلمي نجد شخصا واحدا لا يعاني من عدة أمراض في نفس الوقت منها العادية ومنها المستعصية.


مرض التصلب اللويحي المتعدد، والذي نستطيع أن نصفه بالظاهرة الجديدة التي تشكل وتحيط بالمجتمع الجزائري بالخطر على صحته وهو أيضا مرض بإمكانه أن يحول مستقبل أي إنسان مجهول العواقب وفي أحسن الحالات فإن عواقبه وخيمة جدا تنتهي في أغلب الحالات بنوع من الشلل الذي يتشكل في صورة إعاقة دائمة، فيما تبقى أسباب انتشاره مجهولة لحد الآن وهو ما يشكل تخوفا كبيرا لدى بعض المختصين الذين يدعون لدق ناقوس اخطر فيما تبقى الجهات المعنية لا تعطيه أهمية كبيرة وكأن الأمر يتعلق بنزلة برد خفيفة.
صحيفة “الراية” التقت برئيسة المكتب الفدرالي لمرضى التصلب اللويحي بولاية باتنة السيدة سامعي فتيحة أين كان معها هذا الحوار.
الراية ـ يعتبر هذا النوع من المرض مجهول أو غير معروف نوعا ما لدى العامة من الناس فهل يمكن أن تعطينا فكرة عنه؟
سامعي فتيحة ـ للأسف الشديد مرض التصلب اللويحي المتعدد منتشر بكثرة في أوساط مختلف الفئات في المجتمع لا سيما في ولاية باتنة بالتحديد وهو مرض خطير جدا عواقبه تكون وخيمة إذا لم تكن هناك متابعة طبية دائمة واهتمام بالغ، وربما هذا هو السبب الرئيسي الذي جعلنا نحاول دوما التعريف عبر وسائل الإعلام أو مختلف أدوات التواصل الاجتماعي بهذا المرض وبمدى خطورته على الإنسان خاصة وأن أعراضه شبيهة بأعراض لأمراض أخرى قد تجعل في اعتقاد البعض أنها أعراض عادية لأمراض أخرى معروفة ما يجعل المواطن لا يعطيها أهمية أكبر.
الراية ـ ماهي الأعراض التي تظهر على المريض في الفترة الأولى وما هي مراحل نموه؟
سامعي فتيحة – ـلقد أشرت بأن اسم المرض هو التصلب اللويحي المتعدد، بمعنى أن الأعراض متعددة وتختلف من شخص لآخر، وأذكر بعض الأعراض على سبيل المثال لا الحصر، كالإحساس بالفشل، ازدواجية النظر، تفاجأ البعض أثناء السير بنوع من ميلان الجسد وكأنه سيقسط والذي يحصل في رمشة عين ثم يعيد الشخص تماسكه في السير، التعرض لنوبات مفاجأة عدم القدرة على التكلم وعدم القدرة على المشي وهي أعراض تظهر فجائية ثم تختفي تماما في لحظات قليلة جدا وهو ما جعل البعض يسمونه بالمرض (الشبح).وعادة ما تكون مراحل نموه سريعة جدا وخطيرة في آن واحد إذا لم يجد اهتماما من المصاب أو أن المصاب يجهل نوع المرض المصاب به.
الراية ـ هل يمكن تحديد سن الأشخاص الأكثر عرضة لهذا المرض؟
سامعي فتيحة ـ في الوقت الحالي لا يمكن تحديد سن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بصفة دقيقة لكن حسب المختصين فإنه يبدأ من سن العشرين إلى غاية 40 سنة، هذا طبعا ما جاء به المختصين، لكن ما نراه في الواقع هو أن هناك أطفالا أيضا في سن 13 سنة وهم مصابين بهذا المرض.
الراية ـ في رأي المختصين ماهي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض؟
سامعي فتيحة ـ للأسف الشديد أسباب الإصابة بهذا المرض تبقى مجهولة لحد الآن، قد تكون بسبب المناخ أو النمط المعيشي المتذبذب، وقد تكون هناك أسبابا أخرى خاصة وأن بلادنا أصبحت ساحة مفتوحة لهذه الأسباب من جميع الجوانب لكن الأسباب الحقيقية تبقى مجهولة.
الراية ـ هل يمكن معرفة على الأقل عدد الإصابات المسجلة في ولاية باتنة.
سامعي فتيحة ـ نعم، طبعا أنا على تواصل دائم بالمختصين وقبل أسبوع فقط تحصلت على معلومة مؤكدة من طرف الأخصائية في أمراض الأعصاب بباتنة الدكتورة كوحيل والتي تشير بأن العدد المسجل من المصابين بباتنة يدعوا للقلق حيث وصل عدد المسجلين قد تجاوز 640 مريض وهو في تزايد مستمر، هذا طبعا إذا وضعنا في الحسبان أن هذا المرض مجهول بالنسبة للكثيرين مما يجعل في الاعتقاد أن عدد المصابين به في ولاية باتنة وحدها قد يتجاوزون الآلاف.
الراية ـ إلى ما يؤدي هذا المرض في حالة عدم الانتباه له أو عدم إعطاءه أهمية من طرف المصابين؟ وما هي أهم الخطوات التي تنصحين بها للاحتياط من تفاقم حالات المرضى إلى الأسوء؟
سامعي فتيحة ـ للأسف الشديد هذا المرض خطير جدا وهو يؤدي إلى نوع من الشلل والمتمثل في إعاقة دائمة أو لشلل النصفي أو حتى لفقدان البصر، وللاحتياط ينصح الأطباء والمختصون المصابين بعدم التعرض لحرارة الشمس أو لأي حرارة أخرى تكون عالية وعدم التعرض للبرد الشديد، حيث أنهما من أهم العوامل التي تؤثر سلبا على سلامة المريض.
الراية ـ هل هناك حالات تم شفائها من هذا المرض؟
سامعي فتيحة ـ بكل صراحة لا نستطيع الجزم بأن هناك حالات قد شفيت لكن قد يكون في المستقبل شيء إيجابي لأن العلم في تطور مستمر، وفي كل الحالات نحن مجتمع مسلم يؤمن بالقضاء والقدر والحمد لله، إلا أن المريض عليه أن يبقى في متابعة دائمة حتى لا تتفاقم حالته وعليه بإتباع نصائح الأطباء والمختصين لأن عدم إتباع النصائح يعتبر حقيقة نوعا من الانتحار.
الراية ـ كلمة أخيرة للمسؤولين في وزارة الصحة؟
سامعي فتيحة ـ أتمنى أن تعطي وزارة الصحة اهتماما بالغا للمصابين بهذا المرض وتوفير جميع الاحتياجات الضرورية وأن تسعى لتحديث آليات فعالة لمكافحة هذا المرض الذي يهدد كل المجتمع الجزائري لا سيما وأن أسباب الإصابة به تبقى غامضة وأن تهتم أكثر بترقية وتطوير البحوث العلمية في هذا الجانب، لأن السلامة الصحية هي أهم ركيزة يجب أن نهتم بها بحكم أن الإنسان هو الركيزة الأساسية بل وهو المكسب الحقيقي للوطن لكن للأسف لن يستطيع أن يكون مكسبا حين تحيط به الأمراض من كل جانب ولعل السلامة الاجتماعية تبدأ من السلامة الصحية، وإذ نحن ندق اليوم ناقوس الخطر فهذا لم يكن سوى لرغبتا في احتواء هذا المرض قبل أن يصل إلى ذروته ويصبح من الصعب جدا التحكم في تبعاته ومخلفاته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Headlines
الاخبار::