في وقت صنفت المنظمة العالمية للاتصالات الجزائر في المراتب الخمس الأولى عربيا في مجال الكثافة الهاتفية الخاصة بالهاتف النقال أما اليوم فحدث ولا حرج،وهذا بنسبة تقارب 85% وحوالي 30 مليون مشترك وبمعدل استهلاك شهري يقدر بـ 1250 دينار،وهذا يعتبر معدل مرتفع مقارنة ببعض الدول تساوي أو
تفوق الجزائر في عدد السكان ،كالمغرب ومصر ، وهذا ما يجعل الأمر بهذا الشأن يطرح الكثير من الأسئلة من بينها ،لماذا هذا الإفراط المبالغ فيه في عدد المشتركين..؟
لماذا كل هذه المبالغ التي تدفع كل شهر من أجل اتصالات لا فائدة فيها و أغلبها تذهب في القيل والقال والسؤال عن الأحوال ،في حين أن الهاتف النقال لم يصنع لهذا الغرض الذي يكلف ميزانية فردية أو عائلية ثقيلة على حساب حاجات أخرى قد يكون هذا أو ذاك في حاجة ماسة إليها خاصة فيما يتعلق بالأكل والشرب والتنقل ،فهما أولى من تلك المكالمات التي في معظمها تستهلك في المعاكسات..؟
شيء آخر قد يكون أخطر من هذا ،وهو مؤشر على أن الجزائري في معظم حالاته يتكلم أكثر مما يقرأ،مما يدل أن للأمية دور في ذلك زيادة على أن النفور العام وعدم تشجيع المحيط على القراءة واقتناء الكتب ولو كتاب جيب كل شهر و جريدتين كل يوم ، مع المداومة على ذلك لأصبح المجتمع غير هذا المجتمع ولتغيرت الكثير من عادات الناس وسلوكياتهم..!
ولكن من يحث ويدل على هذا الاتجاه ،الإعلام المرئي والمسموع وحتى المكتوب منه ،تقريبا كله ولو بصفة غير مباشرة وعن غير قصد يشجع على هذا السلوك الاستهلاكي ويلح على ذلك وبكافة السبل والمغريات ،زيادة على ما يلاحظه الفرد المستهلك من أنماط استهلاكية كل يوم في حله وترحاله ،حتى اقتنع أو كاد يقتنع تمام الاقتناع أن ذلك أصبح من الضروريات وليس من الكماليات ، وهذه هي بيت القصيد..؟!