منذ أكثر من عشرية والأوضاع بالجامعة الجزائرية غير مستقرة ،فهناك من يبحث عن تحسين وضعه الاجتماعي بالمطالبة بزيادة المرتب ، وهناك من ينادي بتغيير ظروف العمل وفتح الجامعة على محيطها الداخلي والخارجي لتفيد وتستفيد ،
وهنالك من يريد إخراج الجامعة كلية من دورها التقليدي وفق التشريع الحالي ،والذي هو التعليم والتكوين ، إلى البحث العلمي الجاد الهادف إلى استغلال قدرات إطاراتنا وحتى الاستعانة بالغير لإيجاد مناخ علمي يوصل البلاد إلى مصاف البلدان المتطورة في مجال التكنولوجيا والطاقة النووية والصناعة المدنية والعسكرية بصفة عامة ،وهذا في ظرف قياسي كما فعلت الكثير من البلدان الشرقية والغربية والتي كان إلى وقت قريب تعتبر متخلفة علميا وتكنولوجيا وحتى زراعيا ،وهي اليوم تعد من بين الدول التي يحسب لها ألف حساب في مجالها الصناعي المدني والعسكري.. !
ومن بين هذه الدول نذكر على سبيل المثال ، باكستان التي استطاعت في ظرف قياسي أن تنتج القنبلة الذرية ،وكوريا الجنوبية التي كانت وإلى بداية السبعينيات من الدول المتخلفة ،وماليزية وكيف نقلها مهاتير محمد من بلد متخلف في كل شيء إلى دولة صناعية ،والصين أيضا حدث عن البحر ولا حرج ،كيف كانت وكيف أصبحت وكيف ستكون غدا ،حيث يتخوف منها اقتصاديا العالم كله بدء من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية..؟
إنه في إمكاننا إن نكون مثل هذه الدول السابق ذكرها اقتصاديا ،بشرط أن تتوفر الإرادة ونرسم الهدف ونوفر المال والوسائل اللازمة لتنفيذ الخطة ،وأول شيء نقوم به هو إنشاء جامعة شبه حرة يشترك فيها القطاع العام والخاص ويستقدم للإشراف عليها إطاراتنا الكفأة الموجودة في الداخل والخارج ،وأن لا ينتسب إليها من الطلبة إلا النجباء الموهوبين ،والهدف هو تخريج علماء في جميع المجالات العلمية والاقتصادية ،والهدف المنشود آخرا هو يكون تطوير البلاد علميا واقتصاديا ،لكن كيف يكون لنا ذلك والكل يغني على ليلاه..؟!