سؤال بريء ومشروع ،ألا وهو هل نحن أمة وشعب واحد موحد صهر عبر التاريخ وامتزجت أنسابه في بعضها بعضا واختلطت دماؤه إثر ما لحق به من محن وشدائد ولما مر عليه من سراء وضراء ، أم أن الأمر غير ذلك فهو
خليط ومزيج غير متناسب وبناء غير متناسق لا يمت بعضه لبعض إلا بحكم الجوار والتواجد في القطر الواحد ،شأنه في ذلك شأن تواجد المستعمر الفرنسي ومن جاء بهم من الأوروبيين لا تربطهم رابطة دم ولا تجمعهم عقيدة ولا دين ..؟
الشعب الجزائري الذي تبنى احتضن الدين الإسلامي وتبنى اللغة العربية ،والذي وعلى امتداد تاريخ تواجده بهذا البلد الأمين كان يتكلم كما يحلو له دون عقدة أو تكلف أو وصاية من جهة معينة تدعو لتعميم اللغة للعربية أو جعل الأمازيغية رسمية كما هو الحال الآن ، أو الاكتفاء من دونهما بلغة الفرنسية، باعتبارها كما يقول المبهورين بها أنها لغة الحياة والعلم ..!
فهل كل هذا كان تلقائيا ودون توجيه من مثل أولئك الدعاة الذين نصبوا أنفسهم حماة اللغة الأمازيغية وبالتالي حماة الناطقين بها ويقصدون سكان منطقة القبائل وبني ميزاب والأوراس وغيرهم ، غير أن هذا المفهوم في رأي خاطيء ولا يستقيم معه التفكير السليم ، فهؤلاء لم يكونوا يوما محتكرين لها فهي لجميع الجزائريين كالعربية تماما ولا أحد يمكن له أن ينكر هذا ،لكن يبقى ما ترسخ عبر السنين من عادات وتقاليد مكسب للوطن يتشارك فيه الجميع..!
إذا كل الدعوات الشاذة لا طائل منها ولا يمكن تقبلها ،فالشعب الجزائري شعب واحد موحد وإن تعددت ثقافاته وتنوعت،فهي ثقافة شعبية لها جذورها،كما هو الحال في الاحتفال بيناير الذي كما يقول المؤرخون أنه فلاحي ويعود أصلا للرومان ،ويذهبون المنحى نفسه فيما يتعلق بالملك “شيشناق” بقولهم بأنه فرعوني من أصل ليبي ولا علاقة له بالجزائر ..؟!