الصحافة الجزائرية المستقلة ،وإن كانت لها جذورا ضاربة في القدم إلا أنها تعد جديدة إلى حد ما بالمقارنة بما هو لدى الأشقاء العرب ، خاصة في المشرق العربي لبنان ومصر، حيث عرفت بهما أقدم الصحف ،
منها التي اختفت ومنها التي ما تزال تواصل الصدور ،ومن بينها صحيفة الأهرام التي أنشأها الأخوان الصحفيان اللبنانيان “سليم وبشارة تقلا” سنة 1876 ،وفي الجزائر ظهر إبان الاستعمار وفي بداية القرن العشرين الكثير من الجرائد أبرزها جريدة “النجاح” يعد الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله أحد كتابها..؟
لكن الذي نعني اليوم هو الصحافة الجزائرية المستقلة التي ظهرت بعد التعددية الحزبية بموجب قانون الصحافة لسنة 1990 ،ثم قانون سنة 2012،والذي بموجبه ظهرت الكثير من الصحف اليومية والأسبوعية المتواجدة حاليا بالسوق وإن اختفى بعضها من الوجود لعدة أسباب أبرزها عدم على صفحات من”الإشهار” أو مدخول مالي آخر يمكن أن يغطي تكاليف الطباعة اليومية المكلفة وكذا أجور الصحفيين والعمال..!
والذي يعنينا في كل هذا هو ذلك التصنيف العالمي الذي طلع علينا به الدليل الدولي للإعلام والصحافة الصادر بالولايات الأمريكية منذ مدة ، والتي احتلت فيها الصحافة العربية والأفريقية ومنها الجزائرية ترتيبا مشرفا، بينما غابت صحف أخرى في أفريقيا وآسيا عن تصنيف هذا الدليل بالرغم من أهميتها على الأقل في الجزائر وبالمقارنة بما هو موجود بالسوق الوطنية يعد مفخرة للأهل المهنة..؟
واللافت للنظر أن الصحافة الجزائرية المستقلة وحتى العمومية منها رغم حداثة سنها ،إلا أنها استطاعت أن تثبت وجودها عربيا وعالميا ،وإن كان ذلك اقتصر على الصحافة المستقلة ..!
اليوم يلاحظ الكثير من المهتمين أن هناك نوعا من التراجع قد أصحاب صاحبة الجلالة ،وأنه بموجب ذلك يستوجب على السلطات وأصحاب المهنة إعادة النظر في الأمر حتى تعاد المياه إلى مجاريها بحيث يتاح له لها أن تعود إلى أكثر مما كانت عليه..؟!