هل يوقف الملك سلمان التيار التحرري في البلاد ؟
يبدو ان تضارب الافكار بين الملك وولي العهد في السعودية قد تفجر اخيرا بعد سلسلة قرارات اتخذها الجيل الشاب، وجد الملك الكهل انها لا تتناسب مع مسيرة السعودية المتزمته والقدوة لباقي دول المسلمين
ومنذ استئثار محمد بولاية عهد ابيه سلمان اتخذ عشرات وربما مئات القرارات التي قلبت السعودية رأسا على عقب كان اهمها قرارات اقتصادية تكلف مئات المليارات ربما لا تقدر ميزانية السعودية على استيعابها، في الوقت الذي لامست اوامر بن سلمان الشارع السعودي والمطالب الشعبية بشكل مباشر مستجيبا لقيادة المرأة للسيارة ومستضيفا عشرات الفنانين في مهرجانات صاخبة بعد تفكيك جماعة الامر بالمعروف
هذا المشهد وجده ملك البلاد سلمان بن عبد العزيز خروج عن نطاق السياسة التقليدية التي سارت عليها المملكة، ووجد أن مشاريعه الداخلية والخارجية تعرضت لانتكاسات كبيرة.
ووفق صحيفة “بوبليكو” الإسبانية، فأن محمد بن سلمان ،الذي اقتحم ميدان السياسة السعودية بمساعدة والده الملك سلمان بعد أن نُصّب ملكاً خلفاً لشقيقه الراحل عبد الله عام 2015، يمر بأسوأ لحظات حياته، سواء داخل البلاد أو خارجها، وأنه يتلقى الانتكاسات الواحدة تلو الأخرى، سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي.
وحسب ترجمة موقع الخليج اونلاين القطري فانه وفي الأيام الأخيرة، تسبب تدخُّلان للتحالف بقيادة السعودية في مشاكل كبيرة، تمثل الأول في استهداف حافلة أطفال باليمن في أغسطس الماضي، أدى إلى مقتل قرابة 40 طفلاً يمنياً، في حين أدى انفجار آخَر، الأسبوع الماضي، إلى مقتل قرابة 22 طفلاً.
ولم تتوقف مشاكل بن سلمان على ما يواجهه في حرب اليمن؛ ففي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلن أن والده، الملك سلمان، قرر إلغاء البيع المخطط له لنحو 5% من “أرامكو”، شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة، والتي تمثل أهم داعم لاقتصاد السعودية.
وكان بيع أسهم “أرامكو” جزءاً من خطة بن سلمان لتحديث السعودية في إطار “رؤية 2030″، وذلك لتمويل مشروعه لتحرير الاقتصاد من الاعتماد على النفط وخلق اقتصاد تنافسي يحل محل النفط.
قرار الملك وقف بيع “أرامكو” وضع ولي العهد بين السيف والجدار، على حد وصف الصحيفة الإسبانية، فولي العهد كان يراهن على خطة 2030، ولكن إذا تم وقف عملية بيع الشركة النفطية فلا يمكن تمويل الخطة، وهذا يعني أن الأمير الشاب لا يواجه انتقادات دولية بسبب حربه في اليمن فحسب؛ بل أيضاً معارضة من والده، الذي كان يقول له سابقاً “نعم” على كل شيء.
د. س